/ صفحه 156/
يمهدون السبيل لتشكيك المسلمين في عقائدهم خدمة للإستعمار ويمهدون بذلك للمبشرين سبيل الطعن في الإسلام وفي نبيه الكريم ويزردونهم بأنواع شتى من الشعوذة العلمية باسم الاستنتاج التحليلي والنقد الفني وحرية الفكر وسرعان ما اغتر بهم بعض الباحثين المعاصرين وروجوا لآرائهم الفجة وساروا وراء انتقاداتهم المغرضة فأوقعوا بذلك الشباب في بلبلة من عقائدهم وشك في دينهم.
على أن من واجبنا أن ندرس كل مستشرق من جميع نواحيه في حيطة وحذر وندرس كل مؤلفاته وآرائه في شك وارتياب ولا سيما إذا كان ممن يبحثون في القرآن الكريم أو في حياة الرسول محمد العظيم.
جاء في دائرة المعارف الإسلامية ص 27 من المجلد الأول ما يأتي نقلا عن فنسنك: " كان سبرنجر أول من لاحظ أن شخصية إبراهيم كما في القرآن مرت بأطوار قبل أن تصبح في نهاية الأمر مؤسسة للكعبة. وجاء سنوك هجرونييه بعد ذلك بزمن فتوسع في بسط هذه الدعوى فقال: إن إبراهيم في أقدم ما نزل من الوحي (الذاريات آية 74 وما بعدها، والحجر آية 50 وما بعدها والصافات أية 82 وما بعدها، والأنعام آية 74 وما بعدها، وهود آية 72 وما بعدها، ومريم آية 42 وما بعدها، والأنبياء آية 52 وما بعدها، والعنكبوت آية 15 وما بعدها " هو رسول من الله أنذر قومه كما تنذر الرسل ولم يذكر لإسماعيل صلة به ـ والى جانب هذا يشار إلى أن الله لم يرسل من قبل إلى العرب نذيراً (السجدة آية 2، وسبأ آية 43، ويس آية 6) ولم يذكر قط أن إبراهيم هو واضع البيت، ولا أنه أول المسلمين.
" أما السور المدنية فالأمر فيها على غير ذلك فإبراهيم يدعي حنيفا مسلما وهو واضع ملة إبراهيم ورفع مع إسماعيل قواعد بيتها المحرم ـ الكعبة ـ وسر هذا الاختلاف أن محمداً كان قد اعتمد على اليهود في مكة فما لبثوا أن اتخذوا حياله خطة عداء فلم يكن له بد من أن يلتمس غيرهم ناصراً ـ هناك هداه ذكاء مسدد إلى شأن جديد لأبي العرب ـ إبراهيم ـ وبذلك استطاع أن يخلص من يهودية