/ صفحه 140/
الفرقة. والإيمان بأن السلامة في الاجتماع.
4 ـ لقد كنا في الماضي نختلف بدوافع العنصرية، أو بدوافع المنازع الفكرية، أو بدوافع من رواسب خلقتها القرون الماضية السابقة على الإسلام، أما الآن فإننا نختلف لأن الذين يريدوننا مختلفين يبعثون فينا أسباب الخلاف، ولأننا نتخذ من غيرنا ولاية يتولاها، ونصرة نبتغيها والقرآن والكريم ينادينا بصوت الخلود القوى: " يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا، ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما يتخفى صدورهم أكبر، قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون، هأنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله، وإذا لقوكم قالوا آمنا، وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ، قل موتوا بغيظكم، إن الله عليم بذات الصدور، إن تمسسكم حسنة تسؤهم، وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها، وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا، إن الله بما يعملون محيط ".
5 ـ هذه إشارات إلى حقائق ثابتة كنا نقرأ عنها، ولكن في رحلتنا إلى باكستان في الندوة الإسلامية العالمية التي دعت إليها جامعة بنجاب والتي انعقدت في لاهور، رأينا رأي العين ما كنا نتخيله ولا نخاله في هذه الأيام حقيقة واقعة، رأينا في أهل باكستان تقوى وصبراً وإيماناً واحتساباً للنية في كل شيء، رأيناهم دعاة إلى الإسلام في كل البقاع والأصقاع، وأولئك هم الكثرة الكاثرة، ولكن وجدنا مع قلة قد مكن لها بأسباب تتصل بالماضي، تتكلم باسم الإسلام، وتوهم الناس أنها تعلن حقائقه، وما هي من الإسلام في شيء، وإن لهم لأقوالا غريبة، وأفكاراً عجيبة، وأهواء لا تتسع لحق، لقد رأينا منهم من يدعي لنفسه الاجتهاد في الإسلام، ويذكر أن آيات المواريت قد انتهى حكمها، وإذا قيل له إن للإجتهاد شروطاً أدناها أن يعرف العربية ويتقنها، سخر من القائل، واستهزاً به " الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعملون ".