/ صفحه 137/
والصيد وبيع الفحم واستخراج الأدهان إلى غير ذلك. كما يتضح من مراجعة هذا الكتاب. وقد رحل السمعاني أيضاً إلى العراق والحجاز والموصل والجزيرة وغيرها من البلاد التي يطول ذكرها ولقي العلماء وأئمة الحديث وأخذ عنهم وأربت عدة شيوخه على أربعة آلاف شيخ وصنف التصانيف الحسنة الجليلة منها كتاب الأنساب كما يظهر ذلك لمن يتصفح كتابه المذكورة. ويستفاد من تصفح كتاب الأنساب أن السمعاني زار جملة من مدن العراق المعروفة فإنه زار البصرة والكوفة خمس مرات والموصل وتلعفر والرقة والأبلة والأنبار ولقي اليزيدية في العراق وتكريت في رحلته إلى الموصل وباجسري القريبة من بعقوبة وبغداد وقرأ على بعض العلماء والمحدثين فيها وقد سافر من العراق إلى الشام بطريق الموصل والجزيرة وحلب وعاد من تلك البلاد إلى العراق بطريق بادية السماوة وضمن كتابه شوارد وطرائف كثيرة عن قبائل السماوة والبادية وعن أصحابه ورفقائه من البدو في رحلته المذكورة وروى نبذة من أشعارهم في اللهجة البدوية.
وخلاصة القول: لقد وجدنا في هذا الكتاب طرفا من تراثنا القديم في المصطلحات ووجدنا فيه وفي أمثاله من كتب الأنساب فنّا من فنون كتابة التاريخ عند العرب.