/ صفحه 120/
في النجاة بوضع يد المجرم على جسم جريمته، وهو في الوقت نفسه، نوع من زيادة الأمن والطمأنينة للرسل في القيام بدعوتهم وتبليغهم ما أمروا بتبليغه. ولعل كل ذلك يرشد إليه قوله تعالى " فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين ".
الوزن والميزان:
مواردهما في القرآن وما يراد بهما:
هذا هو السؤال:
أما الوزن، فقد دلت عليه الآية التالية لآية السؤال " والوزن يومئذ الحق " والوزن، عمل يعرف به قدر الشيء، وقد وردت مادة الميزان والوزن في كثير من آيات القرآن الكريم، وبتتبع مواضها نستطيع أن نردها إلى الأحوال الآتية: جاءت كلمة الميزان، وكذلك كلمة الوزن مقترنتين بالكيل فيما يجري بين الناس عادة من تبادل وبيع شراء، ويراد منهما في هذا المقام، الحث على إقامة القسط بين الناس في التعامل وقد كان أول قوم وجه إليهم هذا الحث فيما نعلم، قوم شعيب. وجه إليهم في تبليغ رسالة الله وتحذيرهم من سوء المعاملة عن طريق بخس الكيل والميزان، أو طريق التطفيف فيهما، وقد جاء في هذه السورة نفسها: " وإلى مدين أخاهم شعيباً، قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره، قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها " وجاء في سورة من القرآن عرفت باسم سورة المطففين، قوله تعالى: " ويل للمطففين، الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون. ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم، يوم يقوم الناس لرب العالمين؟ ". ومن البين أن المراد بالميزان والوزن في هذا المقام، الآلة التي يتواضع عليها الناس ويعرفون بها مقدار ما يأخذون وما يعطون، وهي الآلة المعروفة باسم الميزان.
وقد جاءت الكلمتان أيضاً مقترنتين بذكر الخلق والتكوين: " والسماء رفعها ووضع الميزان " " والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي، وأنبتنا فيها من كل