/ صفحه 415/
توجيه جديد لرؤيا الإسراء
لفضيلة الأستاذ الشيخ عبد المتعال الصعيدي
الأستاذ بكلية اللغة العربية
يتعصب كثر من الناس تعصبا شديدا لرأى الجمهور في الإسراء والمعراج، من أنهما كانا في اليقظة لا في المنام، ويبالغون في التنفير من رأي من ذهب إلى أن ذلك كان رؤيا منامية للنبى صلى الله عليه وآله وسلم، فكان بالروح وحدها، ولم يكن بالجسد والروح معا.
ثم لا يرى بعضهم بأسا في أن يقرب أمر الإسراء والمعراج الجسديين بقياسه على ما حصل في عصرنا من الصعود في الجو بالطائرات، ثم يزهو بما وصل إليه من ذلك التجديد في إثبات ما جمد عليه من رأي الجمهور، ويفوته أن يخالف الجمهور في ذلك لا يرى أنه مستحيل أو مستبعد كما يظن، حتى يكون فيما من حصل الآن من الصعود في الجو بالطائرات إبطال لرأيه، والحقيقة أنه لا يرى استحالة ذلك ولا استبعاده، ورنما الذي يدعى عليه هذا خصومه، وكيف يرى هذا وهو ممن يؤمن بمعجزات الأنبياء، والإسراء والمعراج إذا كانا بالجسد والروح لايعدو أمرهما أن يكون من هذه المعجزات.
وقد آن لنا أن ننصف هذا الرأي الذي يلاقي أشد ضروب التحامل، ويكاد المتحاملون عليه يصورونه على أنه خروج من أصحابه عن الإسلام، مع أنه هو الرأي الوسط في الإسراء والمعراج، والرأي الوسط أقرب الآراء إلى الإسلام، لأن الجمهور يغالون في رأيهم في الإسراء والمعراج إلى أن يحشوه بكثير من الأساطير