/ صفحه 375/
ولا يدرىصاحبه ما مصيره ثم يخرج بها نفيسة غالية، فيسجد لها الملاحون، ويغالى بها التجار، ويضن بها صاحبها، ويغريه شريكه ببيعها. قال:
كجُمانه البحريّ جاء بها غواصها من لجة البحر
صلب الفؤاد رئيس أربعة متخالفي الألوان والنجر(1)
فتنازعوا حتى إذا اجتمعوا ألقوا إليه مقالد الأمر
وعلت بهم سجحاء خادمة تهوى بهم في لجةالبحر(2)
حتى إذا ما ساءظنهم و مضى بهم شهر إلى شهر
ألقى مراسيه بتهلكة ثبتت مراسيها فما تجري
فانصبّ أسقف رأسه لَبِد نُزعت رباعيتاه للصبر(3)
أشفى يمج الزيت ملتمس ظمآن ملتهب من الفقر(4)
قتلت أباه فقال: أتبعه أو أستفيد رغيبةالدهر(5)
نصف النهار الماءعامره و شريكه بالغيب ما يدرى(6)
فأصاب منيته فجاءبها صدفيّّة كمضيئةالجمر
يعطي بها ثمنا ويمنعها و يقول صاحبه: ألا تشرى(7)
وترى الصواري يسجدون لها و يضمها بيديه للتَّجر(8)
فلتلك شبه المالكية إذ طلعت ببهجتها من الخدر

*(هوامش)*
(1) النجر: الأصل.
(2) السجحاء: التامة الطويلةالظهر من الإبل، شبه بها السفينة.
(3) أسقف من السقف، كجبل، وهو الانحناءفي طول.
(4) أشفي: أشرف.
(5) الرغيبة: العطاءالكثير.
(6) نصف النهار: انتصف وروى رفيقه مكان شريكه.
(7) تشرى: تبيع.
(8) الصواري: جمع صار، وهو الملاح والبحري وروىالشواري بدل الصواري، جمع شار، بمعني مشتر. التجر، التجارة، وهو أيضا، جمع تاجر.