/ صفحه 369/
((الله والعلم الحديث)) لعبد الرزاق نوفل ص 228 طبعة سنة 1957 م: ((أذاع البر وسنفو راجوهانس هورذلر العالم الذري في سنتبال بسويسرا بيانا في 10 مارس قال فيه: لا يوجد دليل واحد من ألف على أن الإنسان من سلالةالقرد، وقدم للمتحف الطبيعي بمدينةبال قطعة من فك إنسان يرجع تاريخها إلى عشرة ملايين عام، وبتاريخ 31 مارس سنةأعلن في أميركا أن الدكتور دويتر المشرف على الأبحاث بجامعة كولومبيا أيد نظريةهورذلر، وقال: إن نظرية داروين لا تستند إلى دليل علمي)).
ومن جملةما استدل به الفلاسفة على وجود الخالق أن هذه الدقة في النظام، وهذا الإبداع والتناسق والترتيب في الصنع الذي لم يعتوره أي تغيير أو خلل مدى ملايين السنين لا يمكن أن يحصل بطريق المصادفة، بل لابد أن يكون هناك تصميم وإردة، ومتى ثبت التصميم والإرادة ثبت وجود المصمم والمريد، وإذا لم تره العين فقد رآه العقلقال أنيشتين: ((ذلك التناسق العجيب بين قوانين الطبيعة، وما يخفى من عقل جبار لو اجتمعت كل أفكار البشر إلى جانبه لما كونت غير شعاع ضئيل أقرب القول فيه أنه لا شيء)).
ولو وجد التصميم والترتيب بطريق المصادفة لأمكن أن نقرأ كتابا مرتبا ومبوبا يحمل اسم مصطفى محمود دون أن تمسه يد مريد … مع أنه لو جمعنا ألوف الألوف من حروف الطباعة، ووضعناها ضمن صندوق، وحركناه ألف عام، لما رسم لنا صفحة من كتاب، ولا بيتا من شعر، ولا اسما من الأسماء، حتى اسم مصطفى محمود.
وأظن أن صاحب الكتاب قد تنبه إلى هذا الرد، لذا تجنب التعبير بالمصادفة حتى لا يقع في هذا المحذور، ولكنه وقع في محذور غيره، حيث قال في صفحة 127: ((إن الوجود موجود بالبديهة، فمدعيه لا يحتاج إلى دليل، وهو قديم وممتد من الأزل إلى الأبد)).