/ صفحه 272/

في التاريخ والأدب
لصاحب الفضيلة الشيخ محمد الطنطاوي
الأستاذ في كلية اللغة العربية
-8-
الأفشينان - ابنا خروف:
يدل كل من هذين المثنيين على رجلين، الأول على اثنين من ذوى الإمرة والسلطان في غضون الدولة العباسية، والثاني على اثنين من أولى العلم والعرفان في الآداب والعربية.
ذلك ما يطابق الصفحات التي سطرتها يراعة التاريخ الصادق، لا ما تناقلتها بعض الكتب المتأخرة التي عرضت للأفشين وابن خروف من التلبيس والتخليط في الوقوف عند واحد من كل من المثنيين، مع نسبة أعمال المهمل إلى المذكور، حتى تسرب إلى الأذهان عند الاستفادة منها عدم الأثنينية، والخطأ الفاحش في إضافة شئون المغفل إلى المشهور، واستدعاها هذا التخليط في الأفشين مثلا إلى جعل وفاة الثاني وفاة للأول مع بعد الزمن بينهما بما يربى على نصف قرن من الزمن، ومع اختلاف مصيرهما في مصارفة الحياة كما سترى، ومثل هذا في ابنى خروف: الأول والثاني، غير أنهما كانا متعاصرين.
لهذا ينبغي أن نسرد الحقيقة التاريخية لكل من هذين المثنيين ونشفعها بما وقع في هذه الكتب - بعد كلمة عن لقب الأفشين في ضبطه ومعناه.
ضبط الأفشين - معناه:
أما همزة الأفشين فقد نص ابن خلكان في ترجمة (محمد بن بقية) على جواز فتحها وكسرها، واقتصر صاحب القاموس في مادة (الفشن) على فتحها بالشكل