/ صفحه 268/
أدبيا صحيحا، فكثير من الجمل تبدأ بكلمة ((وإذ)) التي تظهر كأنها تحلق في الهواء، حتى أن المفسرين اضطروا إلى إضافة تقدير ((اذكر)) ليسدوا هذا النقص، ويصلحوا هذا الخلل)).
((فليس هناك مادة أدبية عظيمة واضحة في التكرار الذي لا لزوم له لنفس الكلمات والجمل، كما نرى ذلك واضحا في سورة الكهف، حيث تكرر فيها قوله: ((حتى إذا)) فهى قد تكررت ثماني مرات)).
واختصار القول أن محمدا ليس بأي حال من الأحوال أستاذا للأسلوب أو البيان، وهذا الرأي سيوافق عليه أي شخص أجنبي يقرأ القرآن بروح العدل وعدم المحاباة أو التحيز، مع شيء من معرفة اللغة دون أن يدخل في ذلك حساب التأثير الممل للتكرار الذي لا نهاية له)).
وللرد على هذا الكاتب نقول:
أولا: إن هذا القرآن ليس من تأليف محمد صلوات الله عليه حتى يوجه إليه النقص والعيب في أسلوبه وتعبيره بل هو من صنع خالق القوى والقدر.
ثانيا: إن العرب الذين هم أهل البلاغة وفرسان الكلام قد تحدوا فعجزوا عن الإتيان بسورة من مثله، ولو كانوا وجدوا أي عيب في تأليفه لأسرعوا لإعلانه ومجابهة محمد به وهم أدرى ببلاغته وأسرار فصاحته.
ثالثا: يجب على الكاتب التسليم بأن لكل لغة خصائصها ومعالم بلاغتها وسمات فصاحتها، ولا يصح أن تقاس بلاغة لغة على أخرى وليس ما يعد عيبا في لغة يكون عيبا في لغة أخرى.
رابعا: لا تجوز مقابلة أسلوب القصص القرآني بالقصص في التوراة لاختلاف الغرض في الكتابين.
ففي التوراة حوادث تاريخية منظمة تجرى فيها الأخبار مجراها الواضح العادي.
يقول الأستاذ (فيلب حتى) أستاذ الأدبيات السامية في جامعة يرنستون يقول في كتابه ((تاريخ العرب)) ما ترجمته: