/ صفحه 176/
((وإني أرى في الانتقال من تلك القراءة إلى هذه القراءة - وإن كنت لا أجزم بذلك - أن شيئا من التفكير في تصور أن الله قد ينتظر مساعدة من الإنسان قد دعا إلى ذلك)).
ثم أحس (جولد تسيهر) أن هذا الرأي منقوض بما ورد في الآيات المتعددة من معني التعزير، وهو التقوية، والنصر منسوبا إلى الله، فلجأ إلى علة أخرى وهي قوله: ((والتعبير بعزر تعبير حاد يقوم على أساس من المساعدة المادية)) مع أن اللغة العربية لا تفرق بين ((عزّر ونصر)).
جاء في اللسان 236/6: ((عزّره: فخّمه وعظّمه وقوّاه ونصره. قال الله تعالى: ((لتعزروه وتوقروه)) وقال تعالى: ((وعزرتموهم)) نصرتموهم - قال إبراهيم السرى: وهذا هو الحق.
((والتعزير في كلام العرب: التوقير والتعزير النصر باللسان والسيف. وفي حديث المبعث، قال ورقة بن نوفل: إن بعث وأنا حي فسأعزره وأنصره)).
وذكر الطبري في تفسيره 47/1: معنى قوله ((وتعزروه)) تنصروه. قال ابن زيد: معنى التعزير في هذا الموضع التقوية بالنصرة والمعونة، ولا يكون ذلك إلا بالطاعة والتعظيم والإجلال.
ثم انتقل (جولد تسيهر) إلى الكلام على الزيادات التي ذكرها بعض الصحابة تفسيرا لما غمض من الآيات، وقال في جرأة الذي يريد أن يسمم الآبار، ويزعزع الإيمان بالكتاب الكريم - (و يأبى الله إلا أن يتم نوره):
((لم يتضح بعد تمام الوضوح هل هذه الزيادات - في الحقيقة - من الأصل نفسه أو انها ليست منه وكان القصد منها مجرد الشرح والتفسير؟))
((فاعتبرها بعض المتأخرين أنها من الأصل. وتبريرا لهذا العمل - أعني إثبات التفسير بجانب الأصل - روي عن الصحابة أنهم أجازوا ذلك، وهو جواز إثبات بعض التفسير على المصحف وإن لم يعتقدوه قرآنا)).
أرأيت إلى التناقض، فمرة يقول: اعتبرت الزيادة من الأصل، ومرة يقول: وإن لم يعتقدوه قرآنا.
وحقيقة المسألة هو ما ذكره ابن الجزري 131/1 النشر: