/ صفحه 159/
جديدة قيام مدارس مختلفة فإن ((رسالة الإسلام)) قد بينت للناس حقيقة مدلولاتها وأنها ما كانت لتفرق كلمة المسلمين الذين هم لا بد مختلفون فيما شاءوا من أمور تفصيلية، كما هم لابد مؤتلفون تحت راية واحدة ائتلافا يجعلهم هيئة واحدة، لايتمايز أفرادها إلا بقدر ما تتمايز أجزاء الجسم الواحد، لقد ظنت عامة المسلمين، بل ظن كثير من خاصتهم أن ما بين المالكية والشافعية، أو ما بين الشيعة الإمامية وبين الحنفية قريب مما بين الكثلكة وبين البر وتستانتية، في حين أن الخلاف بين هاتين الفرقتين المسيحيتين يمس أصل العقيدة فهما في حقيقتهما ملتان أو نحلتان، ولكن الفرق الإسلامية كلها دون استثناء تلتئم في ملة واحدة ملة إبراهيم حنيفا، هذه هي الحقيقة الكبرى التي جلتها رسالة الإسلام واقتنع بها المسلمون الآن اقتناعا نحسه فيما نسمع من رؤساء المذاهب على اختلافها، هذا على أنه إذا كان رؤساء المذاهب قد تقاربوا بعد طول تباعد، فأنه قد جد في أيامنا هذه اجتهاد جديد ومجتهدون من أحدث طراز، إنهم جماعة في العالم الإسلامي يعنون بالشئون العامة ومن جملتها الدين، فهم يخطبون ويكتبون ويدعون إلى مقولات لم تعرفها المذاهب الاسلامية على كثرة ما عرفت وقدرت وافترضت … وهؤلاء السادة المجتهدون الجدد مثقفون بل إن منهم لعلماء نبغوا ونبغت لنا بهم شئون في العلوم التي اختصوا بها.
قال: هنا مربط الفرس. العلوم التي اختصوا بها وأحسنوها هي حقل نشاطهم الذي لا يجوز أن يتعدوه فأنت تراني مثلا أحدثك في النحو والصرف والمنطق أفتراني بوصف كوني رجلا مثقفا جديرا أن أتحدث إليك في أصول لعبة ((الجولف)) وإذا ألفت رسالة في ((الرقص التوقيعي)) كيف ومتى وأين بدأت أصوله الأول وإلى أين انتهت؟ أفتراها حرية أن تقرأ.
قلت: والله يا سيدي الشيخ إن قيمة كل امرىء ما يحسن وما أحسبكم تعرفون من الرقص التوقيعي غير اسمه وإذا ألفتم فيه فلست أشك في أنه يكون ازدواج شخصية.
قال: دعني من ازدواج الشخصية وما عسى أن يقال عني لو بدوت في غير زيي الذي عرفني فيه الناس أفلا تراني إذا ألفت في الرقص التوقيعي معتديا على حقوق السادة أهل الفن.