/ صفحه 96/
عند ما يقف في مسرحه العظيم أو يدخل في صالة المرايا المعروفة فان أعجزه الذهاب الى هناك رآه في تلك الافلام التي تعرض علينا هذه الايام، وهذا برج ايفل شيده الفرنسيون من الحديد وأقاموه في معرضهم الدولى الذي أقيم منذ 80 سنة يرتفع 300 متر عن سطح الارض ويصعد اليه الزائر فيحس مدى ما بلغه الانسان في ذلك الزمان من علم ومدنية.
ترى ماذا تترك مدنية القرن العشرين من آثار ومن ذكريات بل ومن آثار خالدة؟
أتكون تلك القنابل الذرية والقنابل الهيدروجينية التي يصرف الانسان من جهد في صناعة الواحدة منها أكثر مما صرف في بناء مسجد القلعة الجميل بالقاهرة و الكاظمية في بغداد وسيدنا على في النجف الاشرف بالعراق. نرجو ألا يكون الامر كذلك واننى أرجو مخلصاً أن تتغلب نزعة العلماء على نزعة العسكريين وأن ينبذ الساسة تلك النظرية الخاطئة التي يرددونها كل يوم والتي تقول انه يجب أن تتسلح لكى تتجنب الحرب وأن يكون هناك رأى عام للبدء بنزع السلاح والسلاح الذرى على الخصوص فلا نرى حرباً ذرية ولا نرى حرباً عامة ثالثة على الاطلاق ولا نشهد زوال المدنية ولا نشهد فناء الكتب والنشرات العلمية. بل تزداد العلوم و تزدهر وتتتابع النشرات العلمية وتكثر المصنفات التي تحوى علماً عميقاً وأدبا رفيعاً لترى الدنيا في صفاء والعالم يسعى يفعل الذرة الى طريق الخير والهناء مبتعداً عن طريق الشر والفناء.