/ صفحه 90/
وكنت أود ويود القارىء معى أن يظل التحول الهيدروچينى مادة للرياضيين و فرضية عند الطبيعيين، ولا تصبح يوماً آلة في يد المحاربين، وذلك لما لها من آثار فتاكة يعجز عن وصفها المقال، ونتائج خطيرة تتعدى كل خيال، ولكن حدث أن جاوبت الطبيعة القاسية العلماء فيما تخيلوه، وشاء القدر أن يحقق العلم مارسموه، و ولدت القنبلة الخطيرة، وأصبحت بين أيدى المحاربين ووجد السلاح السلاح الرهيب وأصبح طوع أمر الطامعين.
وفجّر الامريكان أول قبنلة هيدروچينية فوق مياه المحيط في 16 نوفمبر سنة 1952، كما فجّروا قنبلتهم الهيدروچينية الئانية في أول مارس سنة 1954، وكانت قوتها تعادل ستمائة مرة قدر قنبلة هيروشيما الذرية، بمعنى أنه اذا كانت قنبة هيروشيما الذرية تعادل عشرين ألف طن من أقوى المواد المنفجرة فان هذه القنبلة تعادل 12 مليون طن منها، وعم الذعر العلماء وأهل الرأى بعد أن علموا ما وقع من آثار مروعة على مركب الصيد اليابانية اليت كانت تبعد أكثر من مائة كيلو مترا لا من مكان الانفجار انما من طرف الدائرة التي حددتها السلطات الامريكية أنها دائرة الخطر، وكان ذلك أثر الغبار الذرى المشع الذي أصاب هؤلاء الثلاثة والعشرين صياداً وبحاراً، ومنذ 8 أغسطس سنة 1953 أعلن مالنكوف رئيس وزراء الاتحاد السوفيتى في ذلك الحين أن روسيا تملك بدورها القنبلة الهيدروچينية، وقد فجرتها فعلا فيما بعد، وقد بلغ عدد ما فجرته روسياً وأمريكا من القنابل حتى أوائل سنة 1955 عشر قنابل، وذلك وفق أحدث الانباء، ويراجع في ذلك تقرير هام للاستاذ مارتان والعالم لويس دى بروى السكرتير الدائم للمجمع العلمى الفرنسى، وهو التقرير الذي ذكرناه في مقالنا السابق في رسالة الاسلام: العدد الثانى من السنة السابعة.
* * *
ويقول البروفسور ((روتيلات)) البريطانى أن القنبلة التي فجرتها أمريكا في الباسفيك عام 1954 لم تكن سوى قنبلة هيدروچينية ((فوق العادية))