/ صفحه 435/
الصالحة للسكنى والعمل والتعمير ـ كيف يفيد مصر السودان ويفيد السودان مصر ـ كيف يستفيد العراقي من المصري والمصري من العراقي ـ كيف يصبح لسوريا ولبنان والأردن وفلسطين واليمن مكانة مرموقة في الوطن العربي ـ كيف ننهض بإخواننا وأولاد عمومتنا في شمال أفريقيا ـ كيف نندمج كلنا في وحدة اقتصادية وثقافية كبرى فليس المجال في دراسة كل هذه المواضيع لمقال واحد، وإنما نحن نفتح الباب على مصراعيه للعلماء والباحثين.
* * *
وهكذا وبعد هذا الوصف للبلاد العربية يجب ألا ينتهي بنا الأمر كما هو اليوم حيث انتهى بنا إلى الجهل والجوع والمرض والعرى والحفاء وإلى محاولة بقاء كثرة من مواطنينا على الاستجداء وطلب المعونة والاحسان، ولا سبيل للخروج من كبوتنا إلا أن يكون الاتحاد ديدننا والنظام رائدنا والعمل سجيتنا والاخلاض مبدأنا، وعلينا أن نتذكر دائماً أننا أغنياء، ولا ينقصنا إلا الذهن يفكر فينتج والعقل ينظم ويدبر والسواعد تشد وتعمل، والناس تطيع والاخوة تتعاون والشعوب ممالك وجمهوريات تتحد، وعلينا إذا طلبنا معونة فنية أن الا نطلبها من هؤلاء الذين استعمرونا وقضوا على وحدتنا وفرقونا شيعاً وأحزاباً وعملوا لمصالحهم دون أن يعملوا لمستقبلنا.
عندئذ ستكون بلادنا من الفرات ودجلة والنيل العظيم إلى المحيط الأطلسي أعظم مما كانت عليه في ماضي الزمان وأخطر ما كانت على ممر الأيام، وعندئذ تعود لنا الأيام الخالية، عند ما كان يتنقل الطائر من بغداد إلى البصرة من شجرة إلى شجرة ينتقل في حقل واحد وحديقة واحدة غير منقطعة، لا يصادف أرضا بوراً أو مكانا مهجوراً، وإذا كانت النشرات الأخيرة أشارت أنهم في روسيا وصلوا في بعض المعامل إلى حرارة تبلغ بضع ملايين من الدرجات أي قدر درجة الحرارة على السطح الشمسي ألف مرة وقد ذكرنا ذلك في مقالنا المعنون " الهندسة والطاقة الذرية " الذي نشرته أخيراً رسالة الإسلام، وإذا كانت النشرات التي طالعناها بعد ذلك أنه يوجد في روسيا عامل واحد لكل مسافة قدرها