/ صفحه 325/
الخفيفة بأساليب لا نعرفها اليوم أمر يوضع في نظري محل الاحتمال وينظر إليه بعين الاعتبار.
* * *
وهكذا سارت الأمور وتتابعت الأحداث، ولنا أن نتأمل الآن كيف أنه من مسألة خاصة بمسير الكوكب الذي يحملنا حول الشمس ومن مناقشة سرعة إحدى ظواهر الكون ـ الضوء ـ مرة في الاتجاه الذي يسير فيه هذا الكوكب، ومرة في الاتجاه العمودي عليه، كيف أنه من عدم وجود فارق في السرعة يضع الإنسان أسس النسبية ويخرج من مسألة فلسفية بمسألة واقعية، ذلك أن المادة ما هي إلا صورة من صور الطاقة، وأننا نستطيع أن نعيدها سيرتها الأولى، وقد أعادها العلماء فعلا وحولوا المادة إلى طاقة كما حولوا أخيرا الطاقة إلى مادة.
هذا التحول عظيم وخطير، وعلينا وعلى المهندسين على الخصوص واجب اليوم هو أقدس الواجبات أن ندخل هذا الباب الجديد لا لعمل القنابل الذرية الناتجة من عملية التسلسل المعروفة ومن انشطار نواة الذرة، ولا لصناعة القنابل الهيدروجينية الناتجة من عملية التجمع لبعض النظائر الخفيفة والتحول الذري، كذلك التحول الحادث في الشمس، وإنما لاستخدام هذه الطاقة أو تلك لأعمال السلام ولخير بني الإنسان.