/ صفحه 316/
عن الذات ودعوة للرجوع بالفن إلى حقيقته الجمالية، ومقاومة الهلهلة والابتذال في الشعر، ثم اقتصار هذا المذهب بحكم طبيعته على فن الوصف ـ نقول بالرغم من كل هذا فإن عبارة الفن للفن قد اتخذت في عالم الأدب ومعاركه عدة معان دخيلة على مدلوله التاريخي، وانتشرت هذه العبارة في العالم العربي الحديث، ودارت حولها ولا تزال تدور ـ معارك حامية.
لقد ظن البعض أن الفن للفن معناه التحلل من قواعد الأخلاق في الإنتاج الأدبي، بل أسرف البعض في الظن حتى قال: " إن الفن للفن ينتهي إلى الأدب الإباحي الذي يزعم أنه لا يهتم بغير الفن، سواء اتفق هذا الفن مع الأخلاق والمواضعات الاجتماعية أو تنافى معها … فمذهب الفن للفن لا يدعو إلى الخروج على قواعد الأخلاق، بل لا يتعرض للمشكلة الأخلاقية على الإطلاق (1) ".
ــــــــــ
(1) محاضرات في الأدب ومذاهبه ص 73، 74.