/ صفحه 201/
بأسبوع واحد ـ وجود نيوترونات متطوعة من الانشطار الأولى تعمل بدورها على إحداث انشطارات أخرى واستمرار السلسلة، ولم يكن لإيرين كوري دور مع زوجها وزميليه في هذا الكشف الاخير رغم أني ذكرت في كتابي الثاني " ماذا تخبئه نواة الذرة للإنسان " المنشور سنة 1949 اشتراكها مع زوجها في هذا الكشف الاخير، ولكنها صححت لي عقيدتي هذه عند انعقاد مؤتمر الجسيمات المتناهية في الصغر الذي عقد في باريس في الأسبوع الأخير من شهر إبريل سنة 1950، ويجد المطلع تفصيل ذلك في كتابي الثالث " الذرة ومستقيل العالم " المنشور حديثاً، وفي هذا نلمس لهذه العالمة الجليلة خلقا عاليا ـ بنسبة الفضل لذويه ـ وهو خلق العلماء.
* * *
هذه هي الأسس الأربعة أو الدعائم الكبيرة التي قامت عليها العلوم الذرية التجريبية في الستين سنة الأخيرة، ونرى منها أنه لا يمكن أن نفصل عمل يرين كوري عن أهم أحداث العلم التجريبي من ناحية ولا عن أعمال عائلتها الخالدة من ناحية أخرى، فوالدتها كما سبق أن ذكرنا كشفت البولونيوم بمفردها على أثر كشف هنري بكارل اليورانيوم، ووالدتها كشفت من جديد الراديوم مع والدها بحيث امتزج بكارل ووالدتها ووالدها في أكبر عمل علمي تم في آخر القرون التاسع عشر، وهي وزوجها لهما فضل وفير في الكشف عن النيوترون مع ماله من أهمية، وأخيراً لهما أكبر الفضل في الكشف عن النظائر المشعة كثيرة الاستخدام اليوم، وفي النهاية كان لزوجها مع زميليه الفضل في تنبيه العالم أجمع لحدوث سلسلة هامة في عمل أوتوهان الخالد.
* * *
* * *
أي فضل عم البشرية أكثر من أفضال هذه السيدة وعائلتها؟ عالمة وزوجها ووالدها تدخل جائزة نوبل من بابهم خمس مرات خلال ثلاثين عاما، أي فضل شمل بني الإنسان أكثر من خلق ما نسميه اليوم النظائر المشعة.