/ صفحه 171/
يا عم من هذا؟ قال: هذا الذي لا يسع مسلماً أن يجهله، هذا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، قلت: فمن أمه، قال: فتاة، قال: قلت: يا عم رأيتني نقصت في عينك لما علمت أني لأم ولد، أفما لي في هؤلاء اسوة؛ قال: (فجللت في عينه جداً) (1).
إن نفسي تطيب، وصدري ينشرح للحديث عن هؤلاء الثلاثة المعلمين، لو لا أني أخاف أن يمتد الحديث ويطول، وليس المقام للتاريخ خاصة، لكن لا يفوتني الاشارة إلى سيدنا زين العابدين، لأن الله أراد له أن يكون سلالة الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه ومن أم معروفة ومن خيرات النساء: سلافة بنت يزدجرد، ولذا قال المبرد: " وكان يقال له: ابن الخيرتين لقول رسول عليه وسلم الله عليه وسلم: (( لله من عباده خيرتان، خيرته من العرب قريش ومن العجم فارس " (2) وكان مضرب المثل في البر بالأم.
بر زين العابدين بأمه:
اشتهر بين المسلمين وفي المدينة بهذه الفضيلة، ولما رأى الناس منه ما ظنوه منافيا للبر كان جوابه آية السمو في البر. قال المبرد: " ويروى أنه قيل لعلي بن الحسين رحمه الله إنك من أبر الناس ولست تأكل مع أمك في صحفة، فقال: أكره أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عينها فأكون قد عققتها " (3).
معذرة:
كنت قدرت أول المقال أن يتم فيه الحديث عن الأخوين، ولكن. وتقدرون فتضحك الأقدار، إذ أن حلوان ومدينته وتاريخها العاطر تطلب كل من الثلاثة الانباه عن مجمل من خبره فاستنفى المحسوب للمقال، مما اضطرني إلى إرجاء الحديث عن الأخت إلى الغد.

ــــــــــ
(1) الكامل شرح الرغبة ح 5 ص 48 وما بعدها، ونقله عن المبرد ابن خلكان في الوفيات (ترجمة زين العابدين).
(2) الكامل ج 5 ص 50.
(3) الكامل ج 5 ص 50.