/ صفحه 167/
لما بدا أيقنت بالعطب فسألت ربي خير منقلب
لم يطلعا إلا لآبدة الحارثي وكوكب الذنب (1)
وبقي استيفاء للحديث عن (حلوان) العراق أن نذكر نبذة عن كسرى يزد جرد الذي ألّب الفرس فيها، ثم تركها مذعوراً إلى الشرق، وكلما حاول استجماع قوى الفرس اتتكث فتله، إلى أن لقي مصرعه، فانقضت بزواله دولة الساسانيين، إذ كان الرابع عشر لملوك ساسان بعد كسرى أنوشروان الذي ولد في عهده النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقد أول المسلمون من الآيات التي حدثت في ميلاده (صلى الله عليه وآله وسلم) آية سقوط الشرفات الأربع عشرة بذلك، فكان كما اعتقدوه.
قال القسطلاني: " ومن عجائب ولادته أيضا ما روى عن ارتجاج إيوان كسرى، وسقوط أربع عشرة شرفة من شرفاته … وفي سقوط أربع عشرة شرفة إشارة إلى أنه يملك منهم ملوك وملكات بعدد الشرفات، وقد ملك منهم في أربع سنين عشرة ذكره ابن ظفر، وزاد ابن سيد الناس وملك الباقون إلى خلافة عثمان رضي الله عنه " (2).
قال ابن الاثير: " وولد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سنة اثنتين وأربعين من سلطان كسرى أنو شروان، وأرسله الله تعالى لمضى اثنتين وعشرين من ملك كسرى أبرويز بن كسرى هرمز بن كسرى أنو شروان، وهاجر لاثنتين وثلاثين سنة مضت من ملك أبرويز " (3).
يَزْدَ جِرْد:
ولي ملك فارس عشرين سنة، بعض هذه المدة قام بتدبير الملك فيها عظماء الدولة ووزراؤها لحداثة سنه عند ولايته، وبعضها لا يعد فيها مع الملوك لأنه كان

ــــــــــ
(1) لأغاني ج 10 ص 210 طبع الدار، والإرجاف: الزلزلة، والآبدة: الداهية الخالدة الذكر، والأمر العظيم تنفر منه وتستوحش.
(2) المواهب اللدنية ج 1 ص 23.
(3) الكامل ج 1 ص 269 وما بعدها، الطباعة المنيرية.