/ صفحه 149/
الاصل الاول:
الايمان بالله، والدليل عليه الاية 19 من آل عمران: ((ان في خلق السموات و الارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولى الالباب)) ونقدم للقارىء المثل التالى، ومنه يتضح وجه الدلالة:
اذا رأيت حجراً ملقى في الطريق بصورة طبيعية، ولا أثر فيه الانسان، قلت وجد هذا الحجر هنا صدقة، أما اذا رأيت حجراً منحوتاً نحتاً فنياً، ويرتكز على الطين بصورة فنية، فانك تقول: ان لهذا العمل فاعلا مريداً، لان عقلك لايتصور وجود حجر كهذا صدفة، نحته، وامتزاج الكلس والرمل والماء حتى صارت طيناً، ثم تركيزه بشكل فنى، لايتصور عقلك أن ذلك كله حصل من باب التفاعل والمصادفات، فأولى أن يدل احكام الكون ونظامه واتقانه على وجود خالق عالم حكيم.
الاصل الثانى:
نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وتدل عليه الاية 23 من سورة البقرة: ((و ان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله، وادعوا شهداءكم من دون الله ان كنتم صادقين، فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين)).
وجه الدلالة أن الله سبحانه وتعالى طلب من الجاحدين أن يعارضوا بمثل سورة من القرآن الذي أنزله على نبيه، وقرن هذا التحدى بالاستفزاز، حيث أكد لهم أنهم لن يفعلوا أبداً، وفي هذا دلالة ثانية تضاف الى عجزهم، فقد حاولوا واجتهدوا، و لما عجزوا قالوا: ساحر ومجنون، وهو جواب العاجزين والمكابرين في كل عصر و مصر، هذا، وقد عاش محمد في قومه عمراً طويلا لم يعرفوا فيه الا الخير والصدق و العزوف عن الباطل، حتى لقبوه بالصادق الامين، ولاريب أن أعرف الناس بالانسان قومه وخلطاؤه الذين عاشروه صغيراً وكبيراً، وساعة غضبه ورضاه، و عسره يسره.