/ صفحه 147/
ذلك التشتيت تحت كل نجم وفوق كل أرض، أو البقاء تحت الاسر والذلة و تحكم العدو وقبول كل ما يمليه عليهم حتى مفارقة الدين والخروج من زمرة المسلمين.
واذا كان لابد لى أن أختم هذا المقال بكلمة أوجهها الى المسلمين في جميع أقطار الارض فانى أقول: هذه الاخوة الاسلامية، وهذا تاريخ الاسلام، اقرءوه تجدوها قد لعبت دوراً عظيماً، بل كان لها الدور الرئيسى وجوداً وعدماً، فاذا وجدت و قويت كانت عزاً ومنعة واذا ضعفت كان الضعف والانحلال والموت والزوال، فأحيوها تحيوا مجدكم، وابعثوها تبعثوا حضارتكم، أو على الاقل تخفظوا بلادكم، و تنجوا من الهوة الفاغرة فاها لتبتلعكم.
هذه الاخوة الاسلامية هي قوام وجودكم فانظروا أين تضعونها وفي أى مكان تكون.
انه يجب ألا يخدعكم عنها خادع، ولا يسلبها منكم سالب، واعلموا أن الناس بلبسون لكم لباس الاصدقاء ويسعون بالنميمة بينكم، فيخيفون هذا من ذلك و يحذرون ذلك من هذا حتى تظنوا أن كلا يتربص بكم ليقتلكم، وتذكروا قول ذلك الشاعر العربى القديم:
واعصوا الذي يزجى النميمه بينكم * * * متنصحاً وهو السمام المنقع
أيها المسلمون لا تظنوا أن شاس بن قيس قد مات ووقاكم الله شره; فانه لا يزال حياً بينكم ينفث فيكم سمومه، يفرق بها كلمتكم، ويمزق بها وحدتكم، وهو ان لم يكن موجوداً بينكم بذاته فهو موجود بخلاله وصفاته، تلقونه حيثما كنتم، وترونه حيثما توجهتم يؤجج بينكم نار العداوة والبغضاء، ويوقظ الفتن النائمة والاحقاد الهاجعة.
أيها المسلمون آية من كتاب الله ان تذكرتموها وقَْتكم، وان عملتم بها عصمتكم: ((يأيها الذين آمنوا ان تطيعوا فريقاً من الذين أوتوا الكتاب يردّوكم بعد ايمانكم كافرين، وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدى الى صراط مستقيم)).