/ صفحه 106/
ولا شك أنه يسر المسلمين جميعاً أن يعلموا أن هذه المقابلة الخاصة كانت خطوة
موفقة نحو التقريب، ففيها شرحت فكرته وأهدافه، والاسس التي يمكن بها توطيد
دعائم الاخوة الاسلامية بجعل كل مسلم يحترم رأى أخيه في انصاف وسماحة. و
كان اهتمام جلالته بفكرة التقريب حديث الصحف في ذاك الحين.
* * *
جلالة الملك سعود وكبير علماء الشيعة بايران
هدية من جلالته، ورسالة في شأن الحج من سماحته:
وقد بلغنا أن جلالة الملك المعظم سعود بن عبدالعزيز قد أرسل بهدية سنية الى
السيد الجليل العلامة الاكبر الحاج آقا حسين بروجردى كبير مجتهدى الشيعة، و
علمنا من مصدر وثيق أن سماحة السيد الجليل قد بعث بكتاب منه الى سفير المملكة
السعودية بطهران، واستطعنا أن نحصل على نصه، ونحن نسجله مغتبطين بما فيه من
روح الاخوة والحفاظ والكرامة العلمية.
قال سماحته: ((بسم الله الرحمن الرحيم. سلام الله عليكم ورحمته - أما بعد: فقد
بلغنا كتابكم مع السيد يوسف بو على ومعه حقيبة كبيرة ذكرتم أنها تحتوى على
خمس عشرة نسخة من القرآن الكريم، وعلى قطع من حزام ستار الكعبة الشريفة، و
على... وأن جلالة الملك أمر بارسالها الىّ، فتحيرت في الامر لان سيرتى عدم قبول
الهدايا من الملوك والعظماء ولكن اشتمال هذه الهدية على القرآن الكريم وستار
الكعبة الشريفة; ألزمنى قبولها، فأخذت نسخ القرآن الكريم والقطع من حزام ستار
الكعبة الشريفة، وأرسلت الحقيبة ((بما بقى فيها)) الى جنابكم هدية منى الى شخصكم،
لاكون على ذكر منكم في أوقات الصلوات والدعوات، ولما كان أمر الحج في هذه السنين بيد جلالة الملك; أرسلت حديثاً طويلا في صفة حج رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم، رواها مسلم في صحيحه وأبوداود في سننه ويستفاد منه أكثر
أحكام الحج ان لم يكن كلها، لترسله الى جلالة الملك