/ صحفة 46 /
وإذا نظرنا في مؤلفاته في التفسير لم يسعنا الا الاعجاب بغزارة انتاجه لا سيما إذا تأملنا فيما وصلنا من الأخبار الخاصة بكتابه الكبير: (التبيان في تفسير القرآن) الذي يقع في أكثر من عشرين مجلدا، وقد عبر هو عن السبب الذي دعاه إلى تأليفه في قوله: (…فان الذي حملني على الشروع في عمل هذا الكتاب أني لم أجد في أصحابنا من عمل كتاباً يحتوي على تفسير جميع القرآن، ويشتمل على فنون معانيه) وبعد أن أثنى على أصلح السابقين منوهاً بجميل صنعهم قال: (وسمعت جماعة من أصحابنا يرغبون في كتاب مقتصد يشتمل على جميع فنون علم القرآن من القراءة والمعاني والاعراب، والكلام على المتشابه، والجواب عن مطاعن الملحدين فيه وأنواع المبطلين كالمجبرة والمشبهة والمجسمة وغيرهم وذكر ما يختص أصحابنا به من الاستدلال بمواضع كثيرة منه على صحة مذاهبهم في أصول الديانات وفروعها في ذلك على وجه الايجاز(1).
ونقف اليوم عند هذا الحد، ونرجو أن يوفقنا الله إلى أن نؤدى لشيخ الطائفة في مقال آخر بعض ما يستحق من التقدير والتعظيم، وذلك بالنظر في كتاب واحد من كتبه الكثيرة هو كتاب الفهرست الذي هو في الوقع ضبط لتاريخ العلوم عند الشيعة حتى تاريخ تأليفه.

ــــــــــ
(1) الشيخ آغا بزرك الطهراني، الذريعة ج 1 رقم 1197.