/ صحفة 423 /
آخر، والاصل لا يتمنى فرعا افضل من فرعه، وتلاقي التقدير من الجانبين هو عز الحياة والسعادة بالدنيا، ذلك هو بشامة بن حزن النهشلي في قوله من قصيدة:
إنا بني نهشل لا ندعي لأب عنه ولا هو بالانباء يشرينا
وليس يهلك منا سيد أبدا إلا افتلينا غلاما سيدا فينا(1)
طيب الفرع:
نعم إنه لعجب أن جادت يد الشوك بالورد، فإن الفرع إذا دق أصله شعر بوخز في ضميره ربما حال دون الاستشراف إلى المعالي مطاوعة لإحساس النقص لمتوارث، لكن النفس الأبية لا تألو جهداً أن تنقض عنها غبار الخزي بكل ما أوتيت من قوة، وإن صدقت العزيمة فإنها واصلة الهدف، وإننا نرى كبرى الشخصيات الفذة قليلة الند كانت من صنعها وحدها دون استمدادها من رمم بالية، وهذا هو موطن التقدير والإعجاب، حتى ضرب المثل بعصام الخارج، وإنما سمته العرب خارجياً لأنه خرج من غير اولية كانت له، فقيل: ((كن عصاميا ولا تكن عظاميا، ومن شعر عصام الذي سودته نفسه:
نفس عصام سودت عصاما وعلمته الكر والإقداما
وجعلته ملكا هماما
يروي أن قبيلة باهلة كانت تتصاغر أمام القبائل، وتستهدف للهوان، وهي نحرف الأرّم، وترُمي ولا ترمى، فقيل فيها من هجر لاقول ما استخدم منه، ونبذت بين العرب بكل خسيسة قال القائل:
ولو ولدت لحلية باهلي غلاما زيد في عدد اللئام
ــــــــــ
(1) لا ندعي لأب عنه: عنه متعلق بندعي، واعدعى عنهم إذا عدل نسبة عنهم، وقوله لأب: أي من أجل أب، ويشرينا: يبيعنا، والمعنى لا نرغب عن أبينا فننتسب إلى غيره وهو لا يرغب عنا، رضي كل منا بما نال، وافتلينا: ربينا ونشأنا، والبيتان من قصيدة في الحماسة (باب الحماسة)، والشعر والشعراء (ترجمة نهشل بن حري).