/ صحفة 419 /
والحديث، وبعبارة أخرى جمعا بين العظامية والعصامية. وناهيك بمن تتاح له المكرمتان، فقد تسنم ذروة العظمة، واستوى على قمة المجد، وتلك أمنية الأماني.
وإذا تقصى النظر المجمتمعات الإنسانية المحيطة به، ووازن بينها وبين أصولها التي تفرعت منها وحلت بدلها فإنه البتة واقف لعي نتيجة يلمس منها أن هذه الفروع التب خلقتها لا تتعدي وال تتجاوز أنواعا أربعة، هي جماع كل من دب ودرج من الخلق الجديد في مجتمعاتنا، وهكذا حال المجتمعات السابقة على عهدنا إذا ماقورنت بالمجتمعات قبلها، ودواليك. فإن هذا التنويع طبيعي في الوجود بالالتفات إلى ما تقدمها، وسيظل الأمر دأباً على هذا النمط ما اختلف الليل والنهار.
أنواع الفروع في الإنسان:
تتنوع فروع الإنسان أي أربعة:
فرع يحتذي أصلة المجادة والخير، وفرع يعيث في الأرض فساداً اقتفاءً لمنبته الخبيث وعلي حسب الوسط الذي شب فيه وتربى، وهذان النوعان سايرا أصليهما، وما جاء على الأصل ـ كما قيل ـ لا بسأل عن علته، وفرع يسمو على أنقاض أصل زائف، وفرع يهوى ولا يصعد إلى عليا أصله الشامخ، وهذان النوعان هما محل النظر والاعتبار، فلأمر ما جانبا أصليهما وابتدعا لهما منهجهاً يغاير ويضل من يشاء ـ ولقد جمع الشيخ القسطلاني هذه الأنواع الأربعة تصريحاً وتنظيرا مع لفت النظر إلى الاستغراب في الأخيرين، وإلى التفويض لمن بيده تصريف الخلق إلى ما قدره لهم حسب حكمته، في قوله:
إذا طاب أصل المرء طابت فروعه ومن عجب جادت يد الشوك بالورد
وقد يخبث الفرع الذي طاب أصله ليظهر سر الله في العكس والطرد(1)
هذه هي الانواع الأربعة: طيب أصلا وفرعا، خبيث أصلا وفرعا، طيب فرعا خبيث أصلا، طيب أصلا خبيث فرعا، ورب سائل عن إغفال الشاعر
ــــــــــ
(1) في الترجمة: الذهني في العبر.