/ صحفة 386 /
ولم تستطع أن تضيف إلى (جوامعه)... إلى أسسه في التشريع، والأخلاق، والاجتماع، والاقتصاد، والسياسة قانونا عملياً لم يشر إليه إن محمداً مصدر كل محاولة إنسانية نافعة حدثت بعده، نعم هناك تفاصيل لم تكن في أيامه. ولا يمكن أن تكون في أيامه لضيق المرحلة عنها، ولكنه وضع بذورها، فوضع لقضايا الفكر والعلم والحياة المتطورة نصوصاً مرنة حرة لم تصطدم أبداً بما اكتشف بعده، ولن تصطدم بما يكشف إلى الأبد، وما نجده من ضيق وجمود في سلوكنا نحن المسلمين ليس من محمد، ولامن شريعته في شيء، وإنما هو من تزمت المتزمتين، ونفعية الوصوليين، وووثنية ((الأزياء)) الدينية التي تحارب محمداً وتتاجر بأسمه.
تلك كبرى معجزات محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهي المعجزة التجددة الخالدة التي تمد ثورته ما امتد دوران الفلك، وإذا أبيت إلا الحرص على حرفية سؤالك فإليك الجواب في خطوتين إثنتين:
(1) الأولى: أن تاريخنا سجل للنبي فيضاً من المعجزات، تزخر بها كتب السير والأحاديث والتفسير، كشق القمر، إنباض الماء، وسعي الشجر، وإطعام الكثير من زاد يسير، ونحو ذلك، ولكن الإيمان بهذا النحو من المعجزات ليس من شروط الإسلام في نظر الفقه، وليست نبوة محمد في نظر ـ الاصول ـ محتجة إلى وقوع هذه الأحداث التي اعتبر بعضها ضرباً من ضروب ((الخيال العلمي)) وبعضها أسلوبا من أساليب الهبوط إلى عقلية العامة في مرحلة من التاريخ كانت تجيزه وتسمح به، بل تفرضه من أجل غرض صحيح، وغاية شريفة.
(2) الخطوة الثانية: أن القرآن العزيز سجل لرسوله الكريم معجزات من النموذجين: نموذج المعزج المرتفع في العادة والواقع، ونموذج المعجز الخارق للعادة.
(ا) أما الأول: فمنه القرآن ذاته، القرآن آية للنبي مسجلة في القرآن فعلام تتلقت شاكا نبني شكك في معجزة النبي على عدم ذكرها في القرآن؟