/ صحفة 324 /
أولهما صحي، وهو الماء النظيف الطاهر.
وثانيهما اجتماعي؛ وهو عدم تجاوز المرء حقه بالاعتداء على حقوق الآخرين ولو في أرخص الاشياء وأوفرها _ كالماء _ المبذول بالطبع، والذي يبعد أن تشح به النفس.
ومن مقدماتها أيضاً، وجوب طهارة ثياب المصلي. وفي الآية: ))وثيابك فطهر))، ليقف الإنسان أمام الله سبحانه وتعالى _ بثياب نظيفة طاهرة من جهة، ومن جهة أخرى يجب أن يكون هذا اللباس، غير مغتصب كذلك، ولا متنجس، ولا كاشف.. الخ.
* * *
وقصارى القول، أن المصلي حين يقوم إلى الصلاة فيتطهر لها، ثم يشرع فيها خاشعاً لله، مكبراً إياه، مستحضراً أمامه عظمته، مشعراً قبله خشيته _ حين يفعل ذلك - يكون قد قارب في صلاته مما أراد الشرع، وحقق الحكمة السامية التي من أجلها شرعت الصلاة، وجعلت عماداً للدين ومعراجا للمؤمن، وعند ذلك يجنى ثمرتها، ويحس طيب أثرها.
وإذا تصورنا مجتمعاً كل أفراده يقيمون الصلاة على وجهها، ويتخذون منها صلة روحية بينهم وبين ربهم _ وصلة _ في الوقت نفسه _ بين بعضهم وبعض، يجتمعون عليها، ويتواصون بها، تأمرهم بالمعروف، وتنهاهم عن المنكر، إذا تصورنا هذا المجتمع الإسلامي، وأمكننا تحقيقه، كنا قد بلغنا بالإنسانية غاية سامية، وأبلغناها طريق سعادتها في الدنيا والآخرة.