/ صحفة 263 /
هذا ويتعين علينا تفنيد حجج من ناصر الشيخ بخيتا في رأيه المعروف.
أما قولهم لا كهنوتية في الإسلام فان أرادوا بالكهنوتية وجود رؤساء دين يحللون ويحرمون ويؤثمون ويعاقبون أو يعفون ويغفرون بآرائهم وأهوائهم من غير استناد إلى الشريعة، فهولاء لا يوجدون في الإسلام قطعاً، وان أرادوا وجود علماء يعرفون الأحكام التي شرعها الله وهم مكلفون ببيانها للناس على الوجه الصحيح، ورؤساءهم أولياء أمور المسلمين يحرسون الإسلام من عبث العابثين، ويقيمون الحدود على المخالفين كما شرعه الله، ويؤدبون المعتدين على الإسلام وأحكامه، فهذا موجود ومشروع في الإسلام، وفقدهم وانقراضهم ايذان بقرب قيام الساعة.
وأما حرية الرأي والحجر على الأفكار فليس مما نحن فيه، لأني لا أظن أحدا يعقل أن تعدي الحدود المقررة شرعا أو قانونا يدخل في نطاق حرية الرأي، وأن زجر المعتدين وتبيين خطئهم داخل في نطاق الحجر على الأفكار والا لجاز أن يقول كل واحد ما شاء فيماشاء، ولا شك ان هذه هي الفوضى بعينها.
وأما القول بأن الدين صلة بين العبد وربه، فهو كلمة حق، الا أن هذه الصلة يجب ان تكون كما حددها الرب سبحانه وتعالى، وبينها على لسان نبيه صلي الله عليه وسلم، أما الصلة بغير ذلك فليست صلة، وإنّما هي انقطاع وبعد عن الله تعالى وتمرد عليه وعصيان، لأنه لم يمتثل أمره ونهيه في تحديد تلك الصلة، وذلك واضح والله سبحانه وتعالى عليم.