/ صحفة 216 /
ومستقبل العالم) والذي شبهت فيه البشرية بذلك الصياد المسكين الذي تصوره الكاكتب الأمريكي العبقري همنجواي في روايته التي أخرجها عام 1952، ونال عليها جائزة نوبل في ديسمبر سنة 1954 وعنوانها (الرجل العجوز والبحر).
* * *
لقد طالعنا عمل همنجواي الشاعري: ويتلخص في أن صياداً مسناً معدما خرج إلى عرض البحر 84 يوما لم يحظ فيها بشيء من الصيد، حتى أن صبياً مخلصاً لازمه خلال مدة طويلة، وقد اضطره أهله فيما بعد على ترك الصياد العجوز، ولكنه ذكر لهذا الغلام أنه مازال يحدوه الأمل في أن يصيد يوما سمكة كبيرة، يدهش لها الصيادون فيقتنع باعادته إليه الأهلون.
وفي ذات يوم، خرج الصياد بمفرده إلى عرض البحر كعادته، ووقعت سمكة كبيرة في حبائله، وظل يصارعها وتصارعه ثلاثة أيام بلياليها حتى تغلب عليها، وكانت السمكة من الضخامة بحيث يخيل للناظر أن السمكة هي القارب، وأن القارب هو السمكة، وقد حدث بعد ساعة واحدة أن خرج على القارب فوج من سمك القرش، وظل الصياد يصارعه حتى دميت يداه، فلما وصل إلى الشاطىء كان لم يبق من السمكة الكبيرة الا عظام الرأس وبقايا السلسلة.
تلك هي قصة همنجواي الرائعة ـ ترى هل البشرية قد أوقعت في حبائلها أسرار الطاقة الذرية، فاصطادت سمكة همنجواي الكبيرة؟ … وترى ماذا يخبئه القدر؟
أيكون لنا منها النفع بعد طول العناء؟ أم يكون نصيبنا معها الهلاك والفناء؟