/ صحفة 215 /
خاصة معروفة اليوم لدى جميع المشتغلين بالبحث العلمي، وبمثل هذه الوسيلة مثلا تمكن (بورن) و(لانج) و(زيمر) من متابعة هجرة الفوسفور في الجسم الحي وذلك بزراعه الدخان في أرض بها فوسفور مشع.
بل لقد كان لمثل هذه البحوث نتائج فعاله في تعرف العلماء على بعض القضايا الدقيقة الخاصة بامتصاص النبات لثاني أكسيد الكربون وتكوين المواد الغذائية كالكسر والنشا بواسطة الكلوروفيل، ويعلق العلماء اليوم على هذا الموضوع بالذات أكبر الآمال باعتبار أنه سيصبح لحقة هامة في عملية ايجاد غذاء جديد للانسان سيما بعد هذا التزايد الملحوظ في زيادة السكان في كل بقاع الأرض.
وفي هذا المقال لا يتسع المجال للدخول في تفاصيل استخدام الطاقة الذرية لأعمال السلم، كالحصول على محطات لتوليد الكهرباء ووسائل لتسيير البواخر والطائرات والسيارات.
ومهما يكن من الأمور التي يتوقعها العلماء في استخدام الطاقة الذرية لرفاهية الإنسان، فاننا نود من صميم القلب أن يعقد ذلك المؤتمر لأغراض السلام وأن يتكرر أمثاله في كل عام، وأن نستمع فيه لأمثال ديراك الانجليزي، وجوليو الفرنسي، وفايمان الأمريكي، وباولي السويسري، وبهابها الشاب العبقري الهندي الذي رأيناه في مؤتمر الذرة سنة 1950، وسمعنا أنه رشح ليرأس المؤتمر القادم، نود أن نستمع لهؤلاء وأمثالهم يعرضون قضية السلام، ويناضلون في سبيل بقاء الإنسان، تاركين الزمان والحيز، والمادة والطاقة، والجاذبية والكهر ومغناطيسية، التي تناولوها في مؤتمرهم الأول الذي حضرناه سنة 1950 إلى فلسفة أعم هي فلسفة السلام، وعمل أعظم هو رفعة بني الإنسان.
عليهم وعلى غيرهم أن يجتمعوا ويتشاوروا ويتبادلوا الرأي لذلك الغرض النبيل الذي ترتكز عليه حياة البشر، وعلى البشرية جمعاء أن تصغى إلى نصائح أمثال هؤلاء وتسير خلف قافلتهم، اني أنادى بذلك ولا أجد لأختم هذا المقال أحسن من ذلك المثال الذي سقته في نهاية كتابي الثاني المعنون (الذرة