/ صحفة 184 /
أما أن الشيخ عدياً كان شيخاً صالحاً زاهداً ذا طريقة ومجاهدة، فان كلمة المؤرخين تكاد تجمع على ذلك.
قال ابن الأثير الجزري المتوفى عام 630 هـ (1232 م) يؤرخ وفاة الشيخ المومى إليه في عام 557 هـ.
(وفيها توفى الشيخ عدي بن مسافر الزاهد المقيم ببلد الهكارية من أعمال الموصل، وهو من الشام من بلدة بعلبك، فانتقل إلى الموصل، وتبعه أهل السواد والجبال بتلك النواحي، وأطاعوه وحسنوا الظن فيه وهو مشهور جداً)(1).
وقال ابن خلكان المتوفى عام 681 هـ (1282 م) ما نصه:
(الشيخ عدي بن مسافر بن اسماعيل بن موسى بن مروان بن الحسن بن مروان، كذا أملي نسبه بعض ذوي قرابته، الهكارى مسكناً، العبد الصالح المشهور الذي تنتسب إليه الطائفة العدوية، سار ذكره في الآفاق وتبعه خلق كثير وجاوز حسن اعتقادهم فيه الحد حتى جعلوه قبلتهم التي يصلون اليها، وذخيرتهم في الآخرة التي يعولون عليها. وكان قد صحب جماعة كثيرة من أعيان المشايخ والصلحاء.. ثم انقطع إلى جبال الهكارية من أعمال الموصل، وبنى له هناك زاوية، ومال إليه أهل تلك النواحي كلها ميلا لم يسمع لأرباب الزوايا مثله)(2).
وقال ابن الوردي المتوفى عام 732 هـ (1331 م) في حوادث السنة 557 هـ: (وفيها في المحرم، توفى الشيخ عدي بن مسافر الزاهد المقيم ببلد الهكارية من أعمال الموصل، أصله من بعلبك، وانتقل إلى الموصل، وتبعه أهل السواد والجبال، وأحسنوا به الظن)(3).
وقال أبو الفداء المتوفى عام 732 هـ (1331 م) أيضاً يؤرخ وفاة الشيخ عدي في سنة 557 هـ:

ــــــــــ
(1) الكامل في التاريخ (11 / 108) ليدن 1866 م.
(2) وفيات الاعيان (1 / 316) القاهرة 1310 هـ.
(3) تاريخ ابن الوردي (2 / 64) القاهرة 1285 هـ.