/ صحفة 146 /
في الماضي أفراداً أو جماعات متفرقة أو حكومات محلية محدودة القوى، تحولوا إلى كتلتين عالميتين، احداهما تحاربه حرباً عنيفة قاسية، والأخرى تحاول أن تستغله استغلالا كاملا، وكلتاهما تؤذى الدين، وتقوض دعائمه، وتعصف بكل مقوماته عصفا. نعم لقد أصبح الدين في العصر الحديث بعد ما ارتبطت أجزاء العالم المتباعدة يواجه كتلتين قويتين تشملات العالم تقريبا.
كتلة تنكره وتبنى سياستها على محوه وتحاربه بشتى الوسائل وتصفه بأنه مخدر و (أفيون) للشعوب، وتسف في التعريض به، وتعزو إليه كل جدب يصيب النفوس وكل نقص يصيب الزروع.
وكتلة أخرى تظهر بمظهر المؤيد للدين رغبة منها في استغلاله ضد غريمتها، فهي تعمر المعابد، وتشجع على بناء الكنائس، وتسرف أحيانا في هذا اسرافاً كثيراً(1).
وهذه الكتلة التي تتظاهر بتأييد الدين، هي نفسها تتحفنا بأفكار وتقاليد وتصرفات أقل ما يقال فيها انها تبث روح الاستخفاف بالدين، وتغرى الناس بالخروج على تقاليده وتعاليمه.
أليس في تصرفاتها بفلسطين الشهيدة دليل على الاستخفاف بالمسيحية والاسلام؟
أليست هذه الكتلة تفسد الشباب وتصرف الناس عن الدين بما تنشره من أفلام داعرة، وأفكار انحلالية.
ثم اننا كرجال للتقريب، نرى أيادي تلك الكتلة ـ مع الأسف ـ في النشرات المفرقة، والمحاولات البارعة لايجاد الخلاف أو توسيع شقته بين أبناء الدين الواحد، وفي مقاومة أية فكرة تهدف إلى جمع الكلمة، وأخيراً نرى هذه الكتلة لا تروج غير الخرافات، وهي وحدها كفيلة بالقضاء على الدين.
ــــــــــ
(1) يدل عليه ما نشرته أخيراً احدى النشرات الفرنسية تحت عنوان (أكبر لوحة زجاجية في العالم) حيث تقول: (أوصت احدى الكنائس الأمريكية خبيرين فرنسيين من مقاطعة (بريتاني) بصنع أكبر لوحة زجاجية ستزدان بها احدى واجهات الكنيسة وسيكون طولها 40 متراً وارتفاعها 5/17 مترا، وقد سبق للخبيرين المذكورين أن صنعا لوحة زجاجية أخرى بديعة لاحدى الكنائس بكندا).