/ صحفة 125 /
غير مظلومين ولا متناصر عليهم … وأن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين، وأن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين، لليهود دينهم، وللمسلمين دينهم مواليهم وأنفسهم الا من ظلم أو اثم فانه لا يوتغ ـ أي لا يهلك ولا يفسد ـ الا نفسه وأهل بيته، وأن ليهود بني النجار، ويهود بني الحارث، ويهود بني ساعدة، ويهود بني جشم، ويهود بني الأوس، ويهود بني ثعلبة، ولجفنة، ولبني الشطيبة مثل ما ليهود بني عوف، وأن موالي ثعلبة كأنفسهم، وأن بطانة يهود كأنفسهم … وأن على اليهود نفقتهم، وعلى المسلمين نفقتهم، وأن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة، وأن بينهم النصح والنصيحة والبر دون الاثم … وأن يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة، وأن الجار كالنفس غير مضار ولا آثم، وأنه لا تحار حرمة الا باذن أهلها، وأنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده فان مرده إلى الله والى محمد رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وأن الله على أتقى ما في هذه الصحيفة وأبره، وأنه لا تجار قريش ولا من نصرها … وأن يهود الأوس مواليهم وأنفسهم على مثل ما لأهل هذه الصحيفة مع البر المحض من أهل هذه الصحيفة، وأن البر دون الاثم، لا يكسب كاسب الا على نفسه، وأن الله على أصدق ما في هذه الصحيفة وأبره، وأنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم أو آثم، وأن من خرج آمن، ومن قعد آمن بالمدينة الا من ظلم واثم. وأن الله جار لمن بر واتقى)(1).
انطواء اليهود على المخاتلة وبدء فتنهم:
لقد كان هذا الود الذي نشأ بين المسلمين واليهود، وهذه الصلة التي كانت بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورؤسائهم وعلمائهم، وهذا العهد الذي أعطى لهم فأمنوا به على أنفسهم وأموالهم ـ لقد كان كل ذلك جديراً بأن يفضى إلى لون من ألوان التفاهم أو التعاون، ولكن اليهود كانوا يبطنون في أنفسهم معنىً غير هذا، ويستهدفون غرضاً غير الغرض الشريف الذي كان يستهدفه النبي والمؤمنون،

ــــــــــ
(1) حياة محمد للدكتور محمد حسين هيكل ص 222، 223.