/ صفحة 9/
الروح المعنوي، بل كانوا يعلمون أبناءهم الرماية والسباحة، ويعودونهم الجرى والسبق وركوب الخيل، وهذه كانت يومئذ هي علوم القوة ووسائل الجهاد، ولو كان في زمن الرسول طائرات لعلموهم الطيران صناعة وركوبا، ولو كان في زمنهم قفز من الطائرات لعلموهم كيف يقفزون، وإنّ جهلنا بديننا هو الذي جعلنا نظن أن علمه قاصر على الاحكام الخاصة، مع أن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة" وسبيل القوة هو المشاركة في العلم فلا يجوز للمسلمين أن يهملوا علما من شأنه أن يزيد قوتهم، ويؤمنهم شر أهدائهم، وإلا كانوا مخالفين لهذه الآية .
فهذا واجب على الأُمة، ولكنه لا ينافي اشتغال فريق من أبنائها بالعلوم الشرعية، والأحكام الفقهية، فإن فقه الإسلام ما هو إلا منهاجه وشرعته في الحياة، "ولكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا" ولا يعيب المشتغلين به أن يتعمقوا في دراسة إنما العيب في أن يقصروا فيه،ويكلّوا عنه، وفي أن تكتفي الأُمة بالعلوم النظرية دون العلوم العملية .
والله تعالى هو المسئول أن يهدينا سواء السبيل، وأن يجنبنا الجدل العقيم فانه "ما ضل قوم بعد أن هداهم الله إلا أوتوا الجدل" .
"ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هدينا، وهب لا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب"