/ صفحه 62/
و كتب الواقدى والبلاذرى وابن قتيبة وطبقات ابن سعد وسيرة بن هشام، ويليها كتب المسعودى والجهشيارى ومسكويه وابن طيفور والصولي والصابي وتاريخ الخطيب البغدادى وتاريخ دمشق لابن عساكر وتاريخ ابن الاثير، وذيول هذه التواريخ لاشهر المؤرخين العراقيين والشاميين إلى مؤلفات الطبقات الاخيرة من المؤرخين.
ندر من بين المؤمنين أو الباحثين ـ عندنا ـ إلى ذلك الحين من وقف على أبحاث علماء الغرب في علوم العرب والإسلام ومآخذها من الاصول النادرة حتى اتصل الشرق بالغرب، وزالت الحواجز التي كانت تحجز بيننا وبين البلاد الغربية، وألغيت المسافات بسبب أحدث وسائل الأسفار.
من ثم عني من عني من العرب بتحصيل لغات الغربيين وعلومهم في بلادهم نفسها، وطالعوا ما نشر لهم من أبحاث تاريخية وغير تاريخية عن الشرق والاسلام واطلعوا على أساليبهم في التأليف، فأصبحت هذه الكتب والدراسات الغربية الحديثة من أهم مآخذ المؤرخين المحدثين في هذه البلاد.
لا غرو إذا المتعلمون من أهل هذا الجيل حذو بعض الاساتذة الغربيين ومالوا إلى مناهجهم في البحث والنأليف، فان للكتب التي يعنى الغربيون بتأليفها مميزات تمتازبها عن كتب المؤمنين من الشرقيين من حيث تنسيق موادها وتقريب مطالبها علاوة على ما فيها من دقة النظر وعمق التفكير. ولكن لابد لنا من القول ان لمجاراة الغربيين في هذا الباب حداً ينبغي الوقوف عنده وإلا أصبحت مجاراتهم وترسم خطاهم ضربا من ضروب التقليد المعيب، كما يفعل ذلك الان بعض المتعلين في البلاد الشرقية.
قد يكون لاتكالنا على حذق الغربيين في تنظيم بعض الشؤون المادية أو الفنون الصناعية، سبب من تخلف الشرق في هذا المضمار، وإن كان الشرقيون ملومين في هذا التقصير، بيد أننا لا نرى وجهاً لا تكالنا على الغربيين أو المستشرقين
منهم في درس ما يتعلق بتاريخنا أو تاريخ آداب لغتنا على الإطلاق، ولا نجد سبياً للتعويل على أبحاثهم في هذا الشأن على علاتها وعلى ما فيها من الغث والسمين.