/ صفحه 427/
و الكتب المقررة للتدريس وتعليم طلاب المذهب الشيعي، هي تلك الكتب التي ألفها العلماء المذكورون آنفا في أصول الفقه، والذين يدرسون الكتب المذكورة يفيدون من استخدام قواعدها، وفي استنباطاتهم الفقهتة يحصلون على درجة الاجتهاد ويقال لهم مجتهدون، ولكن يتحتم عليهم قبل البدء بدراسة هذه الكتب أن يقوموا بدراسات أخرى في
الصرف والنحو والمعاني والبيان واللغة العربية والمنطق والادب تمهيداً لها.
ومحصلو هذه العلوم يقال لهم الطلبة أو الطلاب، ولا يشترط سنة محدودة للبدء في التحصيل ولكن أغلب المبتدئين يبدأون الدراسة بعد سن البلوغ. ولا يكلف الطلبة بأى نوع من النفقات غير احضار الكتب، ولا يتقاضي المدرسون منهم أجراً أو يتطلعون إلى شيء آخر، وإن كان الطلاب فقراء ـ وأغلبهم كذلك يمدهم كبراء العلماء مما يصل إليهم من التبرعات ووجوه الخير من المفلدين، وكلما تقدموا في تحصيلهم ازدادت هذه المعونة لهم إلى درجة تكفى لسد جميع حاجاتهم من هذا الطريق، وهي من حيث البساطة والقناعة بمكان.
وزى الطلاب على اختلاف أجناسهم هوعادة الزى العربي المعروف ولا فارق إلا أنهم يلبسون العمائم فمن كان منهم من نسل النبي عليه الصلاة والسلام يلبس العمامة الخضراء أو السوداء، وبقيتهم يلبسون العمائم البيضاء وأماكن للتحصيل أبنية واسعة ممتازه اصطلحوا على تسميتها بالمدارس، وليست هذه المباني ملكا خاصا لاحد، وقد بناها كلها ثراة الشيعة من الايرانيين في العتبات المقدسة (مثل كربلاء والنجف والكاظمى ومسامرا وقم ومشهد) وطهران وأصفهان وشيراز وتبريز ويزد وغيرها من البلاد من أموالهم الخاصة، وقد وقفوا عليها الاوقاف لحفظها ومرمتها على أن يصرف ريعها من بعدهم عليها ولا تترك حتى تنهدم بمرور الايام.
وبهذه المدارس غرف صغيرة على نمط واحد تخصص كل منها لسكني طالب أو طالبين، وهذه الغرف التي يسمونها حجرات إما أن يسكنها الطلاب ليل نهار وإما أن يقضوا فيها أوقات النهار للمطالعة وكتابة دروسهم، ويعودون ليلا إلى بيوتهم الخاصة إذا لم يكونوا غرباء.