/ صفحه 425/
اللذان ظهرا ببلاد الشام وذهبا شهيدين ضحية لتعصب المخالفين وأهم هذه الكتب اللمعة والقواعد والمذكرة وشرح
اللمعة.... وكذلك ظهر في علوم الفلسفة والعلوم الالهية علماء مشهورون في التشيع أعظمهم نصير الدين الطوسى (597 - 672) العالم الملكي الرياضي الكبير، وكان مستشار هولاكو خان المغولي فاتح بغداد، وكناية التجريد وشرح الاشارات مستغن عن كل وصف.
هذه الجماعة من العلماء، وكثير غيرهم من قبيل السيد المرتضي علم الهدى (سنة 355 - 426 هـ) والذين لم تذكر أسماؤهم في هذا الموجز، هم الاشخاص الذين ظهروا في عهد الحكومات السنية في إيران والعراق والجهات الأُخرى من أواسط القرن الثالث حتى أواخر القرن الثامن الهجرى، ونشروا علومهم ومعتقداتهم المذهبية التي دائماً معرضة لحملات المخالفين، واستطاعوا بجهدهم وتضحياتهم أن يخرجوا مؤلفات وآثاراً بارزة في تقرير المذهب الشيعي وقواعده وأصول تدريسه.
وفي أواخر القرن الثامن الهجرى حيث ظهر الشاه إسماعيل الصفوى وجعل مذهب الشيعة المذهب الرسمى للشعب والمملكة الايرانية وأسس السلطنة الصفوية، نشط علماء ايران من الشيعة في دعوتهم ونشر مذهبم، ودونوا المؤلفات وكثيراً من الاثار العلمية النفيسة. ومنذ ذلك التاريخ أتخذ المذهب الشيعي ـ فضلا عن الناحية الدينية ـ لوناً جديداً مصطبغاً بالسياسة الايرانية في مقابل السياسة العثمانية.
و في ذلك العهد الذي انتهى بانقراض الاسرة الصفوية، وغلبة الافغان سنة 1311 هـ، ظهر كذلك جماعة من العلماء أمثال المحقق الكركي والشيخ الحر العاملي والمقدس الاردبيلي والشيخ بهاء الدين العاملي وعبد الرازق اللاهيجي وميرداماد وملا صدرا (صدرالدين الشيرازى) ولكن أكثر هذه الجماعة نفوذاً وأخيراً الملا محمد تقي ونجله ملا محمد الباقر المعروفان بالمجلسي الأول والمجلسي الثاني.
وقد بقي كذلك الاساس الذي كان قد وضعه الصفوية لترويج مذهب التشيع مع استيلاء الافغان وهم من أتباع المذهب السني ونادر شاه وهو شيعي يميل