/ صفحه 415/
الأمر، إما لإبراز هذه المعارضة أو محاولة سترها، وإذن لم يكن السبب هوضعف العقل الإسلامي عن الانتاج الفكرى، إذ لو كان العقل الإسلامي ضعيفاً عن الانتاج الذهني، لما استطاع الكفاح في صورة القبول والدفع للمبادىء الاغريقية التي تتعارض مع تعاليم الإسلام، ولما استطاع البناء في جوانب أخرى كالطب والرياضة مثلا.
فهذا الكفاح هو كفاح عقلي وإنتاج عقلي، ولكنه لا يعد استمراراً لتفكير سبقه، أساس لانه لم يقم على أساس التسليم بما سبقه والاعتراف به.
و لهذا لايصح أن يدعي أيضا أن مرحلة إباء الكنيسة في القرون الوسطى التي يمثلها توماس الا كوبنى أوغسطين، تعد فقط ترديداً للفكر الاغريقي، الذي عمله المسلمون في إلهيات الاغريق وأخلاقهم يشبه ماعمله مفكرو المسيحية في القرون الوسطى في هذين الجانبين.
إن الفلسفه تنشد الحقيقة لانها ولدت من صراع العقل الانساني العام ضد الهوى والتحيز إن الفلسفة نشأت عن ثورة مفكرى الاغريق ضد اصحاب المعرفة الدينية في جماعة الاغريق بعد أن سلك هؤلاء في توجيه المعارف الدينية مسلك الحريص على تحقيق مصلحته الخاصة، ولكن باسم الله أو باسم العقل العام الذي هو آية الله في هذه الارض.
إن الفلسفة لذلك تنكر على المشتغل بها أن يتحيز، وأن يؤمن مقدما بفكرة معينة في موضوع ينبغى بحثه والحكم عليه ؟