/ صفحه 390/
"جمع المذكر السالم" إن لجمع المذكر السالم لملحقات أخرى كثيرة، وإنه لغني عن الاسماء الخمسة، بيد أن سيبويه وجماعته يريدون أن يضيفوا إليه جديدا، وزيادة الخير خير لا يرفضه فرد ولا جماعة. إذن فيما الحق بدولة جمع المدرك السالم. أبون وأخون... وقال ابن مالك: لو قيل في حم حمون لم يمتنع، لكن لا أعلم أنه سمع، وقال أبو حيان يمتنع لان القياس يأباه، وجمع أب وإخوته كذلك شاذ فلا يقاس عليه... وعن ثعلب أنه يقال في فم: فمون وفمين، قال أبو حيان وهو في غاية الغرابة".
و هذا الذي لا يمتنع عند ابن مالك، ولو أنه لم يسمع. كان الممكن أن يسمع.... فلو شاء خلف الاحمر مثلا لقال مطولة نونية وضمنها حمون أو حمين، ثم نحلها الشنفرى أو تأبط شرا، ولو أنه فعل لفال ابن مالك: لو قيل حمون لم يمتنع ولقد سمع.
قلت:ها أنتم أولاء تعودون إلى مناقشة الشيخ المستدرك فهو يطالبكم بالنصوص أفليس من يحفظ حجة على من لم يحفظ؟
قال: فتلك النصوص أمامنا إن أراد أقوال النحاة، وما كان لي أن أخفيها أو أشكك في صحة روايتها، أما إذا أراد بالنصوص الاب والاخ مفردين أو مجموعين جمع تكسير فأمامنا كتاب الله وأحاديث رسوله وكلام العرب وفيها االاب
و الاخ والاباء والاخوة، فأما الابون والاخون فما أقل أن تجدهما، وإذا وجدتهما ففي نحو "شربني الاخينا" مما يتأتي معه إفراد الاخ وإضافة النون للتحلية، كما هي في إلياسين أو في شعر لايخفى أنه مصنوع. فنحن نعلم أن قريشاً تقول: آباء وإخوة ولاتقول أبون وأخون إلا ماروى عن أبي طالب واستشهد به ا لنحاة. أفتراه اخترعها، أم تكلم بغير لغة قومه؟ وإذ كان فعل فلم لم يقلها إلا مرة واحدة.
إن إلحاق الاسماء الخمسة أو إلحاق بعضها بجمع المذكر قد يكون، لغة وقد يكون لغيّة، وقد يكون من أوهام النجاة، وليس لي أن ألزمك بعض مايمكن