/ صفحه 378/
اسمه واسم أبيه ووطنه "وما ينتمي إليه من أمة أو جنس. وبذلك فنحن لا نشك في أن هذا القسم من وضع المترجم اليهودى إبراهيم الحكيم، ولكنه سرعان ما ينتقل إلى وصف مجيء جبريل إلى النبي فيقول على لسانه: "بينما كنت في
دارى بمكة راقداً في فراشى بجوار زوجتى أم هانى... أتانى جبرئيل الملك، وظهر لى في هذه الصورة، كان وجهه أبيض من اللبن، لا تشوبة شائبة، وشعره أحمر في حمرة المرجان، بل أشد حمرة، وأهداب عينيه طويلة، وفمه جميل في صورة حسنة.... الخ جاءني جبريل في تلك الصورة، وقال لى: يا محمد يا رسول الله، قم واستعد.... واتبعنى لان الله يريد أن يطلعك على أسرار عجائبه... الخ".
وفي النهاية شهادة من أبي بكر وابن عباس بصدق جميع ما في الكتاب من أخبار، ودعوتهما إلى تصديق كل صغيرة وكبيرة مماورد فيه.
(انتهى كتاب محمد في الصعود إلى السماء المسمى بالعربية "المعراج").
و جاء في الترجمة الفرنسيه، أن الكتاب نقل من الاسبانية إلى الفرنسية في سنة 1264 ميلادية في شهر مايو.
ونحن نعتقد أن هذا الكتاب الذي كان له بفضل نقله إلى اللغات اللاتينية والاسبانية والفرنسية في العصور الوسطى ماكان من تأثير واسع المدى، عظيم الخطر، لايزيد على كونه من المؤلفات الشعبية الإسلامية، ولكن المترجم اليهودى أضاف إليه قليلا من الزيادات ليجعله مماثلا في صورته لكتب عصره. وكان احتفال الاوربيين به راجعاً إلى اعتقادهم أنه من تأليف النبي محمد على نحو ما قرره المترجم. ولكن دانتي استمد ما فيه من صور رائعة تمت إلى العقيدة الإسلامية بنسب قوى. ولم يعبأ دانتي بتصرف المترجم، وإنما قصد إلى ما في الرواية والاخبار من عقيدة وهدف وصور فنية؟