/ صفحه 351/
مصورة ومنقوشة، وهذه ليست كذلك، وإنما كانوا يذبحون عليها ويقربون قربانهم بتشريح لحما ونشره فوقها، وتلطيخها بدمائهم .
و أما الازلام فهي القداح جمع زلم ـ بفتحتين" أو بضم ففتح ـ: كان للعرب في الجاهلية قطع من الخشب على هيئة السهام التي لا ريش فيها، يستقسمون بها، أي يستعلمونها ويستخبرونها ما قسم لهم، وهي ثلاثة: أحدهامكتوب عليه: "أمرنى ربي" والثاني مكتوب عليه: "نهاني ربي" والثالث غفل ليس عليه شي ء، فإذا أراد أحدهم سفراً أو زواجاً أو بيعا أو شراء أو غير ذلك من شئونه أجال هذه الازلام، فإن خرج له الزلم المكتوب عليه "أمرني ربي" مضي لما أراد، وإن خرج له المكتوب عليه "نهاني ربي" أمسك عن ذلك ولم يمض فيه، وإن خرج الذي لا كتابة عليه أعاد الاستقسام.
وقيل في الازلام غير ذلك، ولكنه لا يخرج عن هذا المعنى في الاعتماد على ترجيح الفطع الخشبية التى تزلم وتسوى ويستنبئها الشخص فيما يفعل أو يترك.
هذه معاني الاشياء الاربعة التي جاءت في الآية.
* * *
معني كون هذه الاشياء "رجسا" و"من عمل الشيطان":
و قد وصف الله هذه الاشياء بوصفين أحدهما أنها رجس والآخر آنهامن عمل الشيطان.
والعذرة رجس، والكفر رجس، والنفاق رجس... الخ، وقد يسمي الغضب الالهي رجسا، والعذاب رجسا، وفي القرآن الكريم: "فأعرضوا عنهم إنهم رجس" "و أما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم" "قال قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب" "و من يرد الله أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء. كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون"
"فاجتنبوا الرجس من الاوثان"