/ صفحه 344/
و البغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة، فهل أنتم منتهون؟ وأطيعو الله وأطيعوا الرسول واحذروا، فإن توليتم فاعملوا أنما على رسولنا البلاغ المبين، ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنو ثم اتقوا وأحسنوا، والله يحب المحسنين".
الصلة بين هذا النداء والذي قبله:
كان موضوع ا لنداء السابق على هذا: هو نهي المؤمنين عن تحريم طيبات ما أحل الله لهم، وأمرهم بأن يأكلوا مما رزقهم حلالا طيبا متقين الله، غير متحرجين من النعيم، ولا مائلين إلى التزهد والترهب اللذين ظهرت بوادرهما في محيطهم،
و هموا بأن يلابسوا بعض صورهما، وغير متحرجين من أيمان كانوا قد حلفوها بالتزام هذا التزهد والترهب، فإن الله قد فرض للمؤمنين تحلة أيمانهم، وجعل لهم مخرجا بالكفارة حين يرون أن أيمانهم كانت في غير مصلحة خاصة أو عامة يرضاها الله.
هذا هو النداء السابق، وقد صدر عن مبدأ من مبادىء هذه ا لشريعة السمحة هو مراعاة حق الفطرة، وحياطة هذا الحق مما يصادمه أو لا يتفق معه، ولعمرى إن في هذا لوفاءً للانسانية، وإبقاء على عوامل نمو البشر، وعلى الخصائص التي خصهم الله بها، بل على الاسس التي هي قوام الحياة، وبدونها لاتكون حياة.
"وسطية" الإسلام:
و آيات اليوم في موضوع مقابل لهذه الاباحة للطيبات، والأمر بأخذ الحظ منها، وعدم التحرج فيها، إنها في موضوع يحقق "الوسطية" الإسلامية، ونعني بها جعل الإسلام متبعيه أمة وسطا ليكونوا شهداء على الناس، ومعايير ومقاييس لما هو خير ونفع ورشاد،
ويأمر الناس بأخذ الحظ منها تلبية لدواعي فطرتهم ينهي كذلك عن الخبائث ويحذر الناس من أن يقارفوها، أو يفسدوا حياتهم