/ صفحه 342/
هذه الخطة الحكيمة أيضاً: "فإن حاجوك فقل أسلمت وجهى لله ومن اتبعن، وقل للذين أوتوا الكتاب والاميين أسلتم؟ فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ" وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا برىء مما تعملون".
"ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن".
"فذكر إنما أنت مذكر، لست عليهم بمصيطر".
فإذا كانت هذه هي خطة الإسلام مع من عاندوا الإسلام وكابروا فيه من ذوى الحجه الداحضة، والقلوب الغلف، فكيف يسوغ للمسلمين فيما بينهم أن يقوم فيهم ناعب لا هم له إلا أن يقطع أواصرهم، ويحل خناصرهم، ويجعلهم أعداء يتربص بعضهم ببعض، ويكيد بعضهم لبعض؟!
و إذا كان الله جل جلاله يرسم الخطة الراشدة لحمل العالمين على ا لاسلام، بالحكمه والموعظة الحسنة، والصفح الجميل وأخذ العفو، والأمر بالعرف، والاعراض عن الجاهلين، حتى تتقارب القلوب، وتتفاهم العقول، ويظهر الحق في جو من الصفاء والهدوء، فما بالنا نسلك هذه السبيل فيما بيننا، فيحترم بعضنا بعضا، ويعذر بعضنا بعضا، ويتفاهم على قضايانا ذوو الاحلام الراجحة، ويكف عن الايقاع بيننا ذوو الاقلام الجامحة؟
أما والله لتلك دعوة التقريب، وإنها لدعوة الحق، وإن الله لهو الحق المبين "قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني، وسبحان الله وما أنا من المشركين". محمد محمد المدني