/ صفحه 339/
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة التحرير
آية كريمة من كتاب الله عز وجل في سورة الشورى، ترسم المنهج الراشد الذي يجب على كل داع إلى الخير والاصلاح أن ينتهجه، بهاخاطب الله رسوله الكريم يوم كانت دعوته ناشئة يناهضا الشرك المستاصل في قبائل العرب، والحسد الكامن في طوائف الذين أورثوا الكتاب، فكانت الصراط السوى للسالكين، والاسوة الحسنة للمقتفين .
تلك هي قوله تعالى: "فلذلك فادع" واستقم كما أمرت، ولا تتبع أهواءهم، وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب، وأمرت لاعدل بينكم، الله ربنا وربكم، لنا أعمالنا ولكم أعمالكم، لا حجة بيننا وبينكم، الله يجمع بيننا، وإليه المصير" .
عشر جمل في آية واحدة، هن جماع الخطة الراشدة، لمن دعا إلى الإصلاح وأراد الفلاح .
فقوله تعالى: "فلذلك فادع" الاشارة فيه للدين الواحد الذي أنزلته السماء على ا لارض في حقب التاريخ المختلفة، منذ عهد الرسول الأول نوح، إلى عهد خاتم النبيين والمرسلين محمد، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، ذلك الدين الواحد هو الإسلام، وما كان للله دين قط غير الإسلام "إن الدين عند الله الإسلام" "و من يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين" وما كانت التوراة إلا تفصيلا لبعض أحكام هذا الدين يناسب وقتها "يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادو"، وما كان عيسي إلا مصدقا لما بين يديه من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعده اسمه أحمد، وما كانت الدعوة التي "وصى بها إبراهيم