/ صفحه 31 /
أرضه أو أن يتحدث باعتباره مصدر الإسلام، إنما مصدر الإسلام هو القرآن الكريم والسنة الصحيحة، فلا تلتمس غفراناً من غير الله، ولا ترج غير الله، ولا تنتظر ثواباً أو أجراً من غير الله، فلا واسطة بينك وبين الله المطلع على سريرتك ونيتك "إنما الأعمال بالنيات" "وقال ربكم ادعوني استجب لكم" .
7 ـ ليس في الإسلام اكليروس، ولكل مسلم أن يعتقد أنه حر يلتمس التوجيه من كتاب الله وسنة رسوله، وإذا غمَّ عليه أمر فعليه أن يلجأ إلى من هو أفقه منه وأقدر على فهم الكتاب والسنة "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" .
8 ـ ليس في الإسلام مبدأ (الاعتراف) عن الخطايا لأحد من البشر، وليس فيه طلب الغفران من أحد، ولا تقديم القربان لضمان دخول الجنة. وإنما القاعدة الأساسية في الإسلام لمن أراد أن يتخلص من ذنبه، هي الندم على ما فرط، وطلب المغفرة من الخالق دون التجاء لأحد سواه.
9 ـ لا رهبانية في الإسلام، فالدين لا يعرف الحرمان من الزواج، بل يحض أتباعه على التزاوج والتناسل أخذاً بسنة الطبيعة البشرية، ولأن المسلم في حياته لا يعرف الكهانة والكهنوت، وإنما هو إنسان يمضي في الحياة الدنيا ويسعى في مناكبها مسترشداً بما أوحى ربه من الجمع بين العلم والعمل والجد لنصرة دينه والانتفاع بدنياه تحت نظام دستور الله .
هذه بعض قواعد دين الإسلام، وسنأتي على ذكر أحكام أخرى في الموضع الذي يحسن أن تكون فيه .
* * *
شخصية الرسول:
وقبل أن نشير إلى نظام الحكم في الإسلام ونقارنه بالديمقراطيات، نرى لزاماً علينا أن نتكلم بوجازة عن شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يتصل بموضوعنا الذي نعالجه .