/ صفحه 267/
ومن ذا الذي لاتستخفه الفكاهة، في قول ابن الأزرق، قاضى الجماعة بغرناطة، ومن قصيدة طويلة: (1)
أفدى صديقا كان لي * * * بنفسه يسعدني
فتارة أنصحه * * * وتارة ينصحني
و تارة ألعنه * * * وتارة يلعنني
و ربما أصفعه * * * وربما يصفعني
أستغفر الله فهذا الـ * * * قول لا يعجبني
يا ليتني لم أره * * * وليته لم يرني
كأنني، ولست أدرى الـ * * * آن: ما كأنني
والله ما التشبيه * * * عند شاعر بهين... الخ
و القصيدة نقيض بالفكاهة الصارخة، ولكني أوردت منها، ما لا يخدش وقار رسالة الإسلام: مجلة الفقهاء".
* * *
و قد تلاقي الشعراء الفقهاء، في أنهما كانا من الإسناد التي قامت عليها الخلافة الإسلامية، منذ أن صارت ملكا، والتي قامت عليها الحكومات الإسلامية في شتى مظاهرها، ومختلف أوطانها; فالشعراء للدعاية، وإذاعة فضائل الدولة القائمة، والمنافحة عنها، والإشادة بذكر أمرائها وعمالها، وتعداد مآثرهم في البلاد، وأياديهم على الشعب، وجهادهم لأعدائها في الخارج والداخل، وسهرهم على مصالح الرعية، وحياطة الدولة، الخ الخ.
والفقهاء، لإقامة ميزان العدل بين الناس، وإرشاد الخلق إلى الحق، في العبادات والمعاملات، والحقوق والواجبات، وحراسة الدين، من أن تتعدى حدوده، أو يستباح حماه.