/ صفحه 230/
وما زال كثير من طلاب هذه الجامعة وعلمائها، يحسبون بعض الطوائف المنقرضة على بعض الطوائف الحاضرة، فإذا رأوا في كتاب قديم نحلة مضافة إلى مذهب من المذاهب أخذوا بها كل من تسمى باسمه دون تفرقة بين فريق وفريق، وهذا لعمرى قصور في البحث وتقصير، ولا أجد لهذا مثلا إلا أن تدرس، "الجغرافيا" الحاضرة من مثل كتاب "معجم البلدان" وقد تغيرت البلاد ومن عليها، وتقلبت أحداث الزمان مئات المرات بعد "معجم البلدان".
* * *
لا شك أن الاولين كانوا مصابيح دجي، وأعلام هدى، ولا شك أنهم أدوا أمانة العلم حق الاداء، وأن أعناقنا لهم منناً عظمي لا ينكرها إلا الجاهدون، ولا شك أننا في كثير من العلوم والقواعد والنظريات ما زلنا عالة عليهم، ولكن لا
يجعل بنا مع ذلك أن نقول: مانزك الأول للآخر شيئا، ولكن نقول: جزاهم الله عنا خيراً، وكم ترك الأول للآخر، والله المستعان؟