/ صفحه 227/
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة التحرير
كنت كتبت مقالا في أحد أجزاء "رسالة الإسلام" عنوانه (لولا القدماء)* فاستقبله كثير من أهل العلم بالترحيب، ولا سيما أخواننا أهل الازهر، كأنهم وجدوا فيه دفاعا حاراً عن هؤلاء الاولين الذين أفنوا حياتهم، وبذلوا أكرم جهودهم، حتى ورثونا هذا التراث الثمين في مختلف العلوم وثمرات الأفكار، وكنت معتزما أن أعود إلى هذا الموضوع كرة أخرى لا ضيف إليه جديداً حدثتني به نفسي، توفية له، ووفاء لقراء "رسالة الإسلام" الذين يحبونها، ويتتبعون ما ينشر على صفحاتها في دقة بالغة، واهتمام شديد، ولعل في هذه الكلمة الموجزة تحقيقاً لما اعتزمت:
* * *
والكلام يرجع إلى نقطتين:
أولاهما: أننا مع اعترافنا بعظمة القدماء، وبما بذلوا من جهود صادقة مثابرة في سبيل خدمة العلم والدين والنصح للامة والائمة، يجب أن تذكر دائماً أن الإسلام دعوة تقدسية لا يصلح معها أن نحصر همنا فيما وراءنا، وأن نشغل
اكبر جانب من اتجاهنا وتفكيرنا فيما كان قبلنا، وان نجعل هذه العهود الماضية كأنها مثلنا، ومبلغ آمالنا، وغاية ما يمكننا أن نصل إليه من عظمة في العلم والعمل، وأن يشغلنا استحسان ما فعلوا عن أن نفعل، وإكبار ما بذلوا عن أن نبذل.