/ صفحه 220/
أجزائها، وكل نوع من أنواعها، ثم يدونون كل ذلك بأوصافه وصوره، ويصنع مثل ذلك في الاقطار العربية، فيوفد المحررين إلى الشام والعراق وتونس فيعملون فيها ما عملوا في مصر تحت إشراف عضو المجمع هناك وتوجيه، حتى
إذا عادوا ضموا ما جمعوا إلى ما جمع غيرهم، ثم قدم كل أولئك إلى اللجان المختصة فتصنفه وتغربله وتعرفه، ثم تعرضه على مجلس المجمع.
المقترح الثاني: أن يخصص المجمع دورتين أو ثلاثا لهذا العمل لا يكاد يشتغل في غيره.
المقترح الثالث: أن ترتب هذه الالفاظ بعد أن يقرها المجلس ويعتمدها المؤتمر، ثم تفرغ تنعاريفها وصورها في معجم خاص يسمي معجم ألفاظ الحضارة مثلا ينشر مستقلا أول الأمر، تم يدمج بعد ذلك في الطبعة الأولى للمعجم الكبير ثم في الطبعة الثانية للمعجم الوسيط.
هذه أيها السادة أقرب السبل في رأيى إلى اتصال المجمع بالحياة، وتعريف المجمعيين الجمعيين للناس، وإعانة الكتاب على مكاره الكتابة، ورفع القصور عن اللغة، ودحض التهم عن المجمع.
ولعل أقوى ما أستند إليه في تأييد هذه المقترحات بعدالحاجة الماسة والضرورة القاضية أن المعجم الوسيط سيجىء على غير ما ينظر الناس، فان جمهرة المثقفين ينتظرون من معجم ينشره المجمع بعد ثماني عشرة سنة قضاها في الوضع والتعريب أن يكون فيه لكل معني اسم، ولكل مصطلح لفظ، ولكنهم سيجدونه أقرب إلى المعاجم المنشورة في الاقتصار على المواد القديمة، والنفور من الالفاظ الجديدة، فإذا نشر معه أو عقبه المعجم المقترح انفسحت التهم عن مجمعنا الخالد، وانحسرت الشكوك عن عمله العظيم.
ولحضراتكم بعد ذلك النظر الاعلى والرأي الموفق؟