/ صفحه 213/
و جاء "ثبت" الماضي المعدى بالتضعيف في موضع واحد هو قوله تعالى مخاطبا رسوله عليه الصلاة والسلام: "ولو لا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا" 74 / الاسراء. كانوا يسعون في إبطال أمره عليه الصلاة والسلام، وفتنته عن دينه، وإزالته عن منهجه القويم، وكم عرضوا عليه من الاموال والمتاع والملك، وكم فتنوه وأصحابه بألوان الإيذاء والتعذيب، ولكن الله ـ جلت قدرته ـ ثبته وعصمه أمام تلك المغريات والمحرجات، فلم يزدد إلا قوة، ولم يستطيعوا له تحويلا.
وجاء المضارع منه وهو "يثبت" في ستة مواضع هو فيها بمعنى التقوية والتسكين ـ منها قوله تعالى:
1 - "و كلا نقص عليك من أنباءالرسل ما نثبت به فؤادك" 120 / هود
أي ما نطمئن به قلبك "و تسكن به نفسك حتى تحتمل أعباء الدعوة وتصبر على ما تلاقي في سبيلها.
2 - "قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا" 102 / النحل
أي ليقويهم به ويديمهم على محجة الحق".
و جاء الأمر منه وهو "ثبت" في ثلاثة مواضع، منها قوله تعالى حكاية عن قوم طالوت المؤمنين: "فلما برزوا الجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين" 250 / البقرة. سألوا ربهم الصبر والتثبيت في القتال والنصر على الاعداء".
و جاء المضارع من المعدى بالهمز وهو "يُثْبِت" في موضعين:
1 - قوله تعالى: "يمحو الله ما يشاء ويثبت" 39 / الرعد. والاظهر أن المعني فيه: يزيل ما يشاء، ويوجد ما يشاء، فإليه الايجاد والاعدام، والإحياء والإماتة، والإغناء والافقار، وغير ذلك من أحوال الخلق.
2 - وقوله تعالى في تذكيره (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بما كان من تآمر المشركين عليه قبيل الهجزة: "و إذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك"
30 / الأنفال